نهاية فترة إطفاء الأنوار
"مپنا"، وسائل الإعلام الجديدة ومهام الاتصالات
يسرد مدير الاتصالات والتسويق في مجموعة "مپنا" الصناعیة "إحسان آقائي ملايري" قصة ثلاثة عقود من الجهود التي بذلتها "مپنا" لتحقيق اتصالات فعالة وحديثة.
نهاية فترة إطفاء الأنوار؛ "مپنا"، وسائل الإعلام الجديدة ومهام الاتصالات
يسرد مدير الاتصالات والتسويق في مجموعة "مپنا" الصناعیة "إحسان آقائي ملايري" قصة ثلاثة عقود من الجهود التي بذلتها "مپنا" لتحقيق اتصالات فعالة وحديثة.
قد لعبت شركة “مپنا” باعتبارها واحدة من أكبر الشركات وأكثرها نفوذاً في إيران، دوراً هاماً في تطوير صناعات محطات الطاقة والنفط والغاز والنقل بالسكك الحديدية والطاقة المتجددة. لقد قطعت هذه الشركة شوطاً طويلاً منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي، ومن خلال تطوير هياكلها التنظيمية ودخولها في مجالات مختلفة، قد أصبحت من الشركات الرائدة في المنطقة.
في السنوات الأولى، كانت شركة “مپنا” أكثر توجهاً نحو المشاريع وركّزت على تنفيذ مشاريع محطات الطاقة الكبيرة؛ ولکنه مع مرور الوقت وزيادة احتياجات البلاد، اتجهت الشركة نحو تصنيع المعدات المتطورة وتوفير حلول أكثر شمولاً. تطلبت هذه التغييرات إعادة تعريف الهيكل التنظيمي وإنشاء أقسام جديدة قادرة على الاستجابة للاحتياجات المتنوعة.
وکانت العلاقات العامة والاتصالات التنظيمية واحدة من المجالات التي خضعت للعديد من التغييرات على طول هذا المسار. في البداية، كانت أنشطة العلاقات العامة تُمارس في الغالب كجزء من مهام الموارد البشرية أو الإدارية، لكنه مع توسع الأنشطة وتزايد أهمية الاتصالات الداخلية والخارجية، أصبح هذا المجال وحدة مستقلة تدريجيًا. تلعب إدارة الاتصالات في “مپنا” اليوم دورًا رئيسيًا في التفاعل مع مختلف أصحاب المصلحة، بدءًا من المساهمين والعملاء إلى وسائل الإعلام والمجتمع الأكاديمي.
الاهتمام بأهمية إدارة العلامة التجارية والصورة التنظیمیة
في العقود الأخيرة، سعت شركة “مپنا” جاهدةً إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال استخدام التقنيات الحديثة والاهتمام بالتغيرات البيئية. ومن خلال دخولها مجالات مثل الطاقة المتجددة والكهرباء الصناعية، أثبتت الشركة أنها تولي اهتمامًا خاصًا للمستقبل، بالإضافة إلى تلبية احتياجات البلاد الحالية، كما حاولت “مپنا” القيام بدورها في حل المشاكل الوطنية من خلال تقديم الحلول لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الاستهلاك.
من أبرز التحديات التي تواجه شركة “مپنا” هي التفاعل مع المنتفعين. ونظرًا لأهمية إدارة العلامة التجارية وتعزيز الصورة التنظيمية، سعت الشركة إلى إيصال رسالتها إلى جمهورها عبر قنوات تواصل متنوعة. في عالم اليوم، حيث تلعب وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا في تكوين الرأي العام، يجب على “مپنا” أيضًا تحديث استراتيجياتها واستخدام أدوات جديدة للتواصل الفعال.
يعتقد “حسن آقائي ملايري”، المدير الكبير للاتصالات والتسويق في “مپنا” أن هذه الشركة، باعتبارها أحد الأصول الوطنية، لا تلعب في دورًا في التنمية الاقتصادية للبلاد فحسب، بل يمكنها أيضًا زيادة الرفاهية الاجتماعية من خلال توفير الطاقة المستدامة وتقديم الحلول التكنولوجية.
وبحسب مدير الاتصالات والتسويق في “مپنا”، يجب على الشركة الاستمرار في التفاعل مع المنتفعین على أساس مبادئ الفوز للجميع واتخاذ خطوات نحو التميز التنظيمي.
نظرة على الاتصالات في “مپنا” على مدى ثلاثة عقود
فيما يلي تقرير عن آراء مجموعة “مپنا” وجهودها على مدى العقود الثلاثة الماضية للتواصل بشكل أكثر فعالية مع المنتفعين والشركات التابعة وإنشاء صورة واضحة لأنشطة “مپنا” وعلامتها التجارية من قبل “إحسان آقائي ملايري”، المدير الكبير للاتصالات والتسويق في “مپنا”.
في البداية، كانت شركة “مپنا” تُركّز على المشاريع، ثمّ دخلت تدريجيًا مجال تصنيع المعدات. في ذلك الوقت، ورغم صغر هيكلها التنظيمي، كانت تُنفّذ مشاريع ضخمة. وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من كبار أعضاء المجموعة، ورغم عدم وجود وحدة رسمية للعلاقات العامة، فإن أقسام مثل الموارد البشرية أو الشؤون الإدارية كانت مسؤولة عن بعض الأنشطة. على سبيل المثال، كانت إدارة الفعاليات، واحتفالات وضع حجر الأساس للمشاريع، والاجتماعات مع الوفود الأجنبية التي كانت تسافر لنقل التكنولوجيا أو التعاون في بناء المشاريع، واجتماعات مراقبة المشاريع، وحتى الأنشطة المتعلقة بالعلاقات الداخلية للموظفين، كلها من اختصاص هذه الأقسام.
منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للمیلاد، ومع نمو المشاريع وتوسع المصانع، دخلت مجموعة “مپنا” مرحلة تصنيع المعدات. ومع ازدياد عدد المشاريع ونطاق الأنشطة، برزت الحاجة إلى إعادة هيكلة الهيكل التنظيمي بشكل واضح.
خلال هذه الفترة، قامت مجموعة “مپنا” بإعادة هيكلها وإنشاء مجالات عمل أكثر تنوعًا حتى تتمكن من القيام بمبادرات أكبر. وبالإضافة إلى قطاع محطات الطاقة، دخلت مجموعة “مپنا” قطاع المرافق العامة لمشاريع النفط والغاز، وبدأت تدريجياً أنشطتها في مجال النقل بالسكك الحديدية، والتي تشكلت من خلال عقود مثل التعاون مع السكك الحديدية. ورغم أن التاريخ الدقيق لهذه التغييرات قد يتطلب مزيداً من التحقيق، فإن مفهوم العلاقات العامة اتخذ مع مرور الوقت شكلاً أكثر جدية. وفي نهاية المطاف، ظهرت الحاجة إلى أن تدخل الشركة مجال الأنشطة الإخبارية وتنشر رسميا أخبار أدائها وأنشطتها.
في عملية التغييرات والتطورات الهيكلية التي حدثت في مجال العلاقات العامة في منظمة كبيرة مثل “مپنا”، يمكننا أن نرى أن هذا القسم قد ابتعد عن شكله الأصلي بمرور الوقت وأصبح هيكلًا أكثر تعقيدًا واستقلالية. في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ونتيجة لتكوين الهياكل الجماعية في المنظمة والاستشارات من الخارج، تم التشكيل الأولي لمختلف أقسام المنظمة، بما في ذلك قسم هندسة الإنشاء، وهندسة الإنتاج، ومشاريع الاستثمار.
في الوقت نفسه، بدأ قسم العلاقات العامة بالعمل بشكل غير رسمي تحت مسمى قسم المبيعات في الشركة. وكان السبب في ذلك هو الارتباط المباشر بين مهام العلاقات العامة والمبيعات، وتقديم صورة الشركة للجمهور. في ظل التغييرات الهيكلية اللاحقة، التي نُفذت بمساعدة الاستشارات الداخلية، انفصل قسم العلاقات العامة تدريجيًا عن قسم المبيعات وأصبح قسمًا مستقلًا. وقد أدى هذا التغيير إلى تحديد موقع هذا القسم بشكل أوضح، وتمكينه من لعب دور أكثر أهمية في اتصالات المؤسسة.
وفي الوقت نفسه، ومن خلال دمج مجالات أخرى مثل التسويق الاستراتيجي، وإدارة العلامة التجارية، وإدارة التواصل مع العملاء (CRM)، وقسم المعارض والإعلام، أصبحت وظيفة هذا القسم أكثر تنوعًا وأصبحت العلاقات العامة والتسویق.
تمكّن الهيكل الجديد من تقديم خدمات أكثر شمولاً وتركيزاً على مدى بضع سنوات. ومع ذلك، ونتيجةً للتطورات الداخلية والخارجية التي شهدتها المنظمة مع مرور الوقت، تغيّر اسم هذا القسم أيضاً ليصبح لاحقاً “إدارة الاتصالات والتسويق”، مما يعكس مجدداً التغيرات المستمرة في توجهات واحتياجات هذا المجال.
في إطار الإجراءات العملية للعلاقات العامة آنذاك، كان من أهم مهام المنظمة تقديم الأخبار الرسمية لوسائل الإعلام، بهدف رسم صورة واضحة عن أنشطة وإنجازات “مپنا”. وشملت هذه العملية التواصل مع الصحافة، ودعوة الصحفيين، وإعداد التقارير الرسمية، بما يضمن إيصال رسالة المنظمة على أكمل وجه.
نظراً للتغيرات الهيكلية والدور المتزايد للعلاقات العامة في الاتصالات الاستراتيجية للمنظمة، فقد طُوّرت هذه الإجراءات أيضاً. منذ دخولي هذا المجال عام ٢٠٠٧، شهدتُ وعايشتُ التطورات المذكورة آنفاً. وبناءً على ذلك، يُمكن القول إن تطور العلاقات العامة في شركة “مپنا” أظهر نمواً تدريجياً من وحدة تعتمد على المبيعات إلى وحدة مستقلة ذات طابع استراتيجي تتبع المدير التنفيذي مباشرةً، وتستمر في التطور في ضوء التغيرات البيئية والاحتياجات الاستراتيجية للمجموعة.
أهمية التفاعل مع المنتفعین في الأعمال الاقتصادية
إذا نظرنا إلى أكبر الشركات والمنظمات في العالم، يمكننا القول إن الشركات، باعتبارها مؤسسات اقتصادية، تدير أعمالها بطريقة تجعل منتجاتها تصل إلى المستهلكين النهائيين، أو الشركات الأخرى، أو حتى الحكومات، وتكون في شبكة من الاتصالات مع أصحاب المصلحة.
هؤلاء المنتفعون الذين قد يتفاعلون مع الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر، تربطهم بها علاقة متعددة الاتجاهات. واستنادًا إلى مبادئ الإدارة الحديثة ومعايير التميز، من الضروري الاهتمام بكيفية التفاعل مع المنتفعين.
اليوم، قد تم تقسيم المنتفعين إلى 11 مجموعة متميزة بناءً على نوع علاقتهم وتوقعاتهم من الشركة. على سبيل المثال، في مجال توليد الطاقة، وهو من أقدم المجالات الصناعية والاقتصادية في البلاد، ويُعرفنا به كثيرًا، كانت محطات الطاقة تُدار سابقًا لصالح منظمة تنمية الكهرباء الإيرانية، وهي تابعة لشركة “توانير” (الشركة الأم المتخصصة في إدارة توليد ونقل وتوزيع الكهرباء الإيرانية). أما اليوم، فقد نُقلت هذه المهمة إلى الشركة الأم المتخصصة في توليد الطاقة الحرارية. إلا أن مستهلكي الكهرباء – من المنازل إلى المصانع والمستشفيات والمدارس وحتى شبكات الاتصالات – يلعبون أيضًا دورًا حيويًا بشكل غير مباشر.
إن جودة واستقرار الطاقة الكهربائية التي يستهلكونها تعتمد بشكل مباشر على أداء وجودة إنتاج محطة الطاقة التي يتم إنشاءها. وهذا بالتالي مثال على التأثير المترابط والمتعدد الأوجه لتفاعل الصناعة مع مختلف أصحاب المصلحة فيها.
كأي شركة أخرى، يمكن لمحطات الطاقة أن تُسهم في تحقيق الرخاء، لأن الطاقة الكهربائية ضرورية للتنمية وتساهم في تحقيق الرخاء. ولكن إذا لم تكن مستدامة، أو رديئة الجودة، أو لا تُقدم للمستهلكين بأسعار معقولة، فقد تُضعف رفاه المجتمع بدلًا من أن تُسهم في تحقيق الرخاء. وبالتالي، فإن كل مستهلك يستهلك الكهرباء يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بسلوك الشركة المصنعة لمحطة الطاقة؛ وينطبق الأمر نفسه على الصناعات الأخرى التي نعمل فيها.
المنتفعون في “مپنا” وإقامة علاقات مربحة للجانبين
نحن نتقبل خضوعنا لرقابة وسائل الإعلام. يتابع الصحفيون الإعلاميون في كل مكان أداء الشركات، ويراقبون سلوكها، وينشرون تقارير عنها. الناشطون الإعلاميون أنفسهم فئة بالغة الأهمية، وهم أصحاب مصلحة في كل شركة.
کما تعدّ القطاعات الحكومية من أصحاب المصلحة مع أنها ليست عملاء لمنتجاتنا أو خدماتنا بصورة مباشرة، إلا أن كل قرار تتخذه، كالقوانين الجديدة أو التعريفات الجمركية أو استراتيجيات الحوكمة، يؤثر على أعمال “مپنا”. كما أن سلوكنا سيؤثر على قراراتها. على سبيل المثال، إذا وقّعنا عقدًا لزيادة الضغط في حقل “بارس الجنوبي” مع شركة تابعة لوزارة النفط الایرانیة، فذلك بفضل القدرات التي حققناها. لو لم يكن نظام صنع القرار في البلاد قادرًا على الاعتماد على هذه القدرات، لما أُبرم مثل هذا العقد.
من جانب آخر، قد لا يكون للمجتمع الأكاديمي صلة مباشرة بنا، ولكن جميع العاملين في شركات مثل “مپنا” درسوا في الجامعة، ولقد اكتسبوا المعرفة والمهارات والقدرات اللازمة لشغل وظائف مختلفة في شركة مثل “مپنا” في الجامعة. لذلك، يرتبط المجتمع الأكاديمي بنا أيضًا بطريقة ما.
إذا عدنا إلى داخل مجموعة “مپنا”، فنجد أن موظفيها من أهم أصحاب المصلحة. فكل ما يحدث، وكل منتج يُصنع، وكل مشروع يُنفذ، وكل خدمة تُقدم، هو ثمرة جهود موظفي مجموعة “مپنا”. لذا، يُعدّ موظفو “مپنا” من أهم أصحاب المصلحة في هذه المجموعة.
اليوم، لا جدوى لأي مشروع دون تمويل، سواءً في إيران أو في أي مكان آخر في العالم. إذا لم يُموّل مشروع، فلن يُبنى ولن يُنفّذ. لذلك، تُعدّ المؤسسات المالية وأسواق رأس المال والبنوك من أهمّ الجهات المعنية في مجموعة “مپنا”. يجب أن يكون لدى هذه المؤسسات فهمٌ صحيحٌ لمنظمتنا للاستثمار في مشاريع “مپنا”؛ فرغم أنها لا تشتري أي منتجات أو خدمات منّا مباشرةً، إلا أنها مرتبطة بنا بطريقةٍ ما.
مساهمو مجموعة “مپنا” هم أيضًا من المنتفعين. إنهم من اشتروا أسهم “مپنا” في سوق رأس المال، ويتطلعون إلى سلوكنا لتحقيق الدخل والربحية من خلاله. لذلك، يُعدّ المساهمون أيضًا من بين فئات أصحاب المصلحة في المجالات النقدية والمالية والاستثمارية.
نتيجةً لذلك، ينبغي على كل منظمة أو شركة، بما في ذلك مجموعة “مپنا”، أن تُفكّر في التفاعل السليم القائم على المنفعة المتبادلة مع أصحاب المصلحة. لن نُهدر أو نُضحّي بمصالح الشركة، لأنه إن لم تكن هناك شركة، فلن تكون هناك منفعة لأصحاب المصلحة أيضًا. من ناحية أخرى، يجب ألا نتجاهل مصالح أصحاب المصلحة أيضًا. ولهذا السبب، يجب أن تقوم العلاقات بين أي شركة وأصحاب المصلحة فيها على معادلة الربح للجميع.
هناك مجموعتان مهمتان للغاية من أصحاب المصلحة في أي منظمة، وهما المساهمون والعملاء. إذا لم تكن هاتان المجموعتان راضيتين عن الشركة، فستواجه الشركة العديد من المشاكل. ولذلك، فإن طريقة تفاعل مجموعة مابنا مع كلٍّ من هاتين المجموعتين تتطلب إتقان قدراتها التواصلية. ومن منظور التواصل وأصحاب المصلحة، يُعدّ هذا الأمر بالغ الأهمية.
دور العلامة التجارية للمنظمة
من منظور بناء العلامة التجارية، تُحدّد كل شركة هويتها الخاصة. قد تكون هذه الهوية على شكل بيان رسالة، أو رؤية، أو قيم تنظيمية، أو خطط استراتيجية. تُظهر هذه الهوية كيفية إدارة الشركة لأعمالها.
من ناحية أخرى، يُكوّن أصحاب المصلحة أيضًا صورةً ذهنيةً عن الشركة في أذهانهم، وتقع على عاتق إدارة العلامة التجارية مهمة تقليل التباين بين الهوية التنظيمية للشركة والصورة المتكونة في أذهان المنتفعین. كلما اقتربت هاتان الصورتان من بعضهما البعض، زاد نجاح المؤسسة.
ولتحقيق ذلك، تلعب قنوات الاتصال دوراً هاماً. ومن مهامها تقريب فكرة العلامة التجارية واستراتيجية المجموعة إلى أذهان أصحاب المصلحة. لذلك، في مجال تخصصنا، نحتاج إلى بناء علاقات فعّالة مع أصحاب المصلحة لدينا كشركة. ونتيجةً لهذا العمل، أصبح المنتفعون الخارجيون والداخليون على درايةٍ بما تقوم به مجموعة مابنا وكيفية عملها.
قد تقوم بتنفيذ مشروع أو إنتاج منتج معين، ولكن إذا لم تشارك هذه المعلومات مع أصحاب المصلحة أو تقدمها لهم بشكل صحيح، فقد يتعلمون عنها فقط بناءً على تصوراتهم الخاصة. قد لا تكون هذه التصورات قريبة من الواقع. لذا، فإن مهمتنا في مجال الاتصالات هي تقريب هذه التصورات من الواقع عبر قنوات التواصل لدينا. منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للمیلاد، عندما بدأت مجموعة “مپنا” نشاطها، كانت أدوات الاتصال لدينا محدودة؛ في ذلك الوقت، كانت الإذاعة والتلفزيون والصحف هي الأدوات الرئيسية التي حاولنا من خلالها إنجاز هذه المهمة.
اتصالات “مپنا” واستخدام وسائل الإعلام الجديدة
لم يعد بناء صورة العلامة التجارية اليوم يقتصر على الطرق التقليدية. فقد أصبحت قنوات الإعلام والاتصال متنوعة للغاية، ويتعين على الشركات إعادة صياغة استراتيجياتها لتكون فعّالة في هذه المجالات. أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مثل TikTok، والتي قد تبدو للوهلة الأولى مجرد منصة ترفيهية، الآن أداة لتشكيل صورة العلامات التجارية. على سبيل المثال، خلال حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، قام بعض المستخدمين الصينيين على تيك توك بمهاجمة العلامات التجارية الأمريكية، وكان لهذه الهجمات تأثير مباشر على مبيعات هذه العلامات التجارية.
وهذا يدل على أن الرأي العام والعلاقات العامة (PR) قد وصلا الآن إلى أقصى تأثير لهما. وفي الوقت نفسه، لا يمكن للشركات أن تتجاهل هذه الأدوات، ولكن لا ينبغي لها أن تطغى عليها.ويجب عليهم إدارة مواردهم بشكل صحيح لتحقيق أقصى قدر من التأثير لأنفسهم ولمساهميهم.
كما تولي مجموعة “مپنا” اهتماماً خاصاً بهذه القضية وتحاول استخدام أدوات الإعلام الجديدة بشكل منهجي لتحقيق أهدافها واستراتيجياتها في مجال الاتصالات. على سبيل المثال، تُعدّ البودكاست إحدى الوسائط التي تُركّز عليها “مپنا”. فعلى عكس الوسائط التقليدية كالراديو، تُتيح البودكاست للجمهور الاستماع إلى المحتوى والتعليق عليه والإعجاب به ومشاركته مع الآخرين وقتما يشاؤون. ويؤدي هذا التفاعل المتبادل في حد ذاته إلى خلق اتجاهات اجتماعية جديدة.
لقد أدى التحول في العصر الرقمي وتأثير وسائل الإعلام إلى قيام وسائل الإعلام ليس فقط بتقديم محتواها، بل أيضًا بخلق اتجاهات اجتماعية. على سبيل المثال، ترد الشركات الصينية اليوم على الرسوم الجمركية الأميركية قائلة إنه إذا زادت رسومكم الجمركية ولم يتم إنتاج منتجاتكم على أرضنا، فمن غير المرجح أن تتمكنوا من الإنتاج بنفس السعر والجودة على أرضكم.في هذا الصدد، أُنتجت مقاطع فيديو فكاهية للأمريكيين تُصوّر أهم أحداث الأعمال في العالم. وهذا يُظهر أن الرأي العام والسلوك العام، اللذين كانا في السابق مجرد مفهوم في علم الاتصال والعلاقات العامة، أصبحا الآن قوة مؤثرة.
دور الخطابات الحالية المختلفة في المجتمع بالنسبة لـ”مپنا“
تتبع شركة “مپنا” أساليب منهجية لتخطيط الاتصالات على مدار العام. وتُبلغ الشركة كبار المدراء بالإجراءات المتخذة في هذا المجال. على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تصل إلى مرحلة النضج والتطور المطلوب، إلا أن مجموعة “مپنا” لم تكتفِ بالحصول على عدد قليل من الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي.من المهم جدًا للشركة معرفة رأي المجتمع المحيط بها. هذا مهم لأن عمل “مپنا” يؤثر على حياة أصحاب المصلحة، كما أن أحكام وسلوكيات أصحاب المصلحة تؤثر أيضًا على أعمال الشركة. سلوك المجتمع العام والاقتصاد السلوكي في مجال علم الاقتصاد السلوكي، يُعدّ سلوك المستهلك النهائي، والعملاء، والمجتمع المحيط به بالغ الأهمية للمؤسسات. وقد أجرت العديد من الشركات، وخاصةً في مجال المنتجات الاستهلاكية، أبحاثًا موسعة في هذا المجال.
والسبب في ذلك هو أننا نعيش جميعاً في شبكة من السلوك والكلام التي تشكل في نهاية المطاف الخطاب. وهذا الخطاب هو الذي يحدد ما إذا كانت “مپنا” تتحرك نحو تطوير الطاقة المتجددة أم لا، وما إذا كانت تتحرك نحو تحسين كفاءة منتجاتها أم لا. على سبيل المثال، حاولت “مپنا” على مدى السنوات العشر الماضية التحدث إلى المجتمع المحيط والجهات الحكومية ووسائل الإعلام ونشطاء الصناعة واقتراح حلول للمشاكل الوطنية. أحد هذه الحلول هو كهربة الصناعة والنقل. للكهربة فوائد عديدة، منها القدرة على التحول الذكي، مما يزيد الإنتاجية. وتعمل مجموعة “مپنا” على هذه القضية بشكل تلقائي منذ عدة سنوات، وتحاول الاستجابة لقضايا البلاد من خلال تقديم حلول مثل انشاء مرافق الكهرباء والمياه في وقت واحد.
“مپنا”؛ ثروة وطنية ذات دور رئيسي في حل التحديات الكبرى
تعمل “مپنا” في مجالات مرتبطة مباشرةً بالقضايا المجتمعية الرئيسية. على سبيل المثال، يُعد انقطاع التيار الكهربائي، وتلوث الهواء، ومشاكل المياه، والنقل، وغيرها من بين التحديات التي تواجه أعمال مجموعة “مپنا”.
استطاعت شركة “مپنا” حل مشاكل في العديد من المدن الإيرانية من خلال إنشاء محطات توليد الطاقة وتوفير الكهرباء. ولكن هل شعر المواطنون العاديون بوجود “مپنا”؟ هل استطاعت “مپنا” أن تحظى في أذهان الإيرانيين بنفس مكانة شركة سيمنز في أوروبا؟ هل “مپنا” شركة حكومية أم خاصة؟ إن الإجابات على هذه الأسئلة هي التي تشكل صورة العلامة التجارية لـ”مپنا” لدى الرأي العام وتجعلها أكثر وضوحًا.
أولاً، يجب أن نتذكر أن شركة “مپنا” خلافاً للاعتقاد السائد، ليست شركة خاصة. إنها شركة مساهمة عامة، ولديها عدد كبير من المساهمين الحقيقيين والاعتباريين. ولكن لماذا تُحدد معادلات إدارة “مپنا” على أعلى مستويات الحكم في البلاد؟ السبب هو أن “مپنا” وغيرها من الشركات الكبرى تُعتبر جزءاً من رأس المال الوطني.
إن الاستثمارات التي تمت على مدى العقود الماضية لتطوير هذه الشركة جاءت من رأس المال الوطني. ولذلك، تلعب “مپنا” باعتبارها أحد الأصول الوطنية دورًا رئيسيًا في حل مشاكل البلاد.
السرد الإعلامي لـ”مپنا” حول تحسين استهلاك الطاقة
أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها مجموعة “مپنا” هو الاقتصاد الإيراني المدعوم، والذي تسبب في عدم عمل الدورة الاقتصادية بشكل صحيح. على سبيل المثال، في قطاع الطاقة، يُعدّ ارتفاع استهلاك الغاز والكهرباء، نتيجةً لانخفاض كفاءة أجهزة التبريد والتدفئة، إحدى المشكلات الرئيسية. على حدّ علمي، يُنفق حوالي 40% من الطاقة المُنتَجة في البلاد على التبريد والتدفئة. تشير هذه الإحصائية إلى وجود مجالات للتحسين في مجال التخطيط العمراني والهندسة المعمارية من جهة، وعدم وجود حلول فعّالة لتحديث أجهزة التبريد والتدفئة من جهة أخرى.
وتعتقد مجموعة “مپنا” أنه إذا تم إجراء الاستثمار اللازم لتحسين هذه المعدات، فمن الممكن تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير. وقد حاولت الشركة المساعدة في حل هذه المشاكل من خلال تطوير تقنيات جديدة وتوفير حلول التحسين. من أهم رسائل “مپنا” في مجال المسؤولية الاجتماعية هي كفاءة الطاقة. ويسعى قسم الاتصالات والتسويق في “مپنا” إلى تعزيز دوره من خلال تصميم حملات إعلامية، وإعداد تقارير تحليلية حول هدر الطاقة، وغيرها. والآن أصبح للعب دور في القضايا الوطنية مثل تحسين استهلاك الطاقة، والحد من الملوثات، والإنتاج النظيف، وتطوير محطات الطاقة ذات الدورة المركبة مكانة خاصة في السرد الإعلامي لـ”مپنا”.
النشاط الصامت لـ”مپنا“
ومن بين الانتقادات التي توجه أحيانا إلى شركة “مپنا” أنها “شركة صامتة”، أي أنه على الرغم من دورها المهم في الاقتصاد الوطني، فإن المعلومات المقدمة عنها قليلة. ويرجع هذا الوضع إلى حد ما إلى طبيعة المشاريع الصناعية والاعتبارات الفنية والتنفيذية.أنا شخصيا أعتقد أن فترة النشاط الصامت لـ”مپنا” قد انتهت منذ فترة طويلة، وكما نرى، فقد تم في السنوات الأخيرة اعتماد نهج أكثر نشاطا في التعامل مع المعلومات.
اتصالات وتسویق “مپنا: نموذج أصلي للعلاقات العامة الصناعية
إن إعادة تعريف العلامة التجارية لـ”مپنا” بناءً على المتطلبات الحالية يتطلب الاهتمام بالقيم الأساسية والموقع في الصناعة واحتياجات الاتصال الحالية. وفي هذا الاتجاه، تعد مراجعة الشعارات الإعلانية، وإعادة تصميم الهوية البصرية، وإنتاج محتوى الوسائط المتعددة، والتركيز على السرد القصصي التنظيمي (Organizational Storytelling) من بين الإجراءات المهمة.
إن اتصالات وتسویق مجموعة “مپنا” تمر اليوم بنقطة تحول؛ وهي نقطة إعادة تعريف نفسها بين التقليد والابتكار، وبين الصناعة والرقمية، وبين السرد الهندسي والسرد الإنساني. ورغم صعوبة هذا المسار، إلا أنه بالاعتماد على الخبرة التقنية التي تتمتع بها “مپنا” وفتح آفاق الاتصال، فإنها يمكن أن تصبح نموذجاً أصيلاً للعلاقات العامة الصناعية في إيران.
الذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي وتطوير الاتصالات في “مپنا“
وأخيرًا، يستخدم قسم العلاقات العامة في مجموعة “مپنا” القدرات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الوسائط وتحديد اتجاهات الاتصال وإنتاج محتوى ذكي.كما أنها، من خلال حضورها النشط على شبكات التواصل الاجتماعي، تعمل على تغيير لغتها وسلوكياتها الاتصالية لتتمكن من التواصل بشكل أكثر نشاطاً مع جمهورها القديم والجديد.