البحث والتنمية
في النصف الاول من عقد الثمانينيات (1381-1385) هجري شمسي)(2002-2006م)، بلغ معدل تصنيع معدات محطات توليد الطاقة في البلاد حداً لم يطمئن المسؤولين الى تحقق الاكتفاء الذاتي في صناعة الكهرباء فحسب، و إنما انتفت حاجة البلاد الى الطاقة الكهر بائية الاستراتيجية، وصان هذه الصناعة رغم شده الحصار وصعوبة العقوبات. و في ظل تحقق هذه النجاحات،أخذت مجموعة (مپنا)تتطلع الى آفاق تتخطى تصنيع المعدات والمنتجات،وراحت تفكر في اطار وضع تصاميم اجهزة و معدات محطات توليد الطاقة. و بناءًعلى ذلك وضعت اقسام البحوث والتنمية نصب أعينها اهمية اقتناء القدرات العلمية و التقنية اللازمة لتوليد منتجات جديدة و تحسين نوعية المنتجات الفعلىة.
ينبغي لمجموعة (مپنا) أن تصل الى مستوى في الكفاءة و التقدم، لاتتمكن من عرض منتوجات تحمل اسمها التجاري فحسب ، وإنما أن تمتلك القدرة على انتاج مجموعة متكاملة من معدات واجهزة محطات توليد الطاقة، و قادرة على بناء منشأة متكاملة، و أن تنضم الى مجموعة الشركات المصنعة للاجهزة والمعدات الضخمة والمعقدة (LCST) .
و من أجل تحقق هذا الهدف الاستراتيجي، و تحسين و تطوير منتجاتها بناء على إقبال الزبائن و توجهاتهم، تم اعداد النسخة الاولى الخاصة بخارطة الطريق لمنتوجات (مپنا) اواخر عام 1388 شمسي(2000م). و قد استطاعت (مپنا) ، بالاستفادة من كافة طاقاتها و قدراتها، أن تحقق كل ذلك خلال فترة قياسية، و أن تخطط و تنفذ مشاريع متعددة في الفترة ما بين الاعدام 1387- 1389 شمسي(2008-2010م)، تهدف الی تطوير المنتوجات و تحسين نوعيتها.
و مع انتهاء عقد الثمانينيات(الشمسي)(2010م) نحجت مجموعة (مپنا) باقتناء القدرة والقابلية للوقوف على المشكلات الناتجة عن تفسير و تحليل ردود افعال الزبائن و تبويبها و ايجاد الحلول المناسبة لها. و ان تقليل نفقات الاستخدام والصيانة،و تقليل كلفة التصنيع، و تقليل التلوث، تعد من أبرز مشاريع البحث والتطوير في هذا المجال.
ان التعرف على احتياجات السوق والحرص على تلبيتها و توفيرها، نظير زيادة الفائدة، وزيادة الطاقة الانتاجية، و تصنيع انواع اجهزة توليد الماء والكهرباء بشكل متزامن، و تطوير المنتجات، كل ذلك كان موضع اهتمام اخذاً بنظرالاعتبار قدرات و طاقات اقسام البحث والتطوير.
أما النسخة الثانية لخارطة الطريق الخاصة بمنتوجات (مپنا) ، والتي تهدف الی المزيد من تنوع منتجات المجموعة، كانت قد بدأت حيز التنفيذ عام 1390 شمسي(2011م). و أن الفارق الهام بين هذه النسخة والنسخة السابقة لخارطة الطريق، يكمن في حصول زيادة ملفتة في تنوع المنتوجات بنسبة 80% و في خارطة الطريق هذه اخذت مپنا بنظر الاعتبار، تصميم و انتاچ معدات هامة و طرحها في الاسواق.
ان تحقيق الاهداف الخاصة بتنوع مجموعة منتوجات (مپنا) يتطلب اكتساب المزيد في خبراء فن التصميم وتقنية الانتاج بالنسبة لكوادر المجموعة . على سبيل المثال، ان زيادة كفاءة طوربيدات الغاز رهن بزيادة الحرارة الداخلة الی الطوربيد وان ذلك بحاجة الى الارتقاء بمستوى تكنولوجيا عملية التبريد، والخراطة والتغطية، والأهم من كل ذلك التقنية الخاصة بتصميم ثلاثي الابعاد لخزان الاحتراق.
و على الرغم من العقبة الرئيسية الممثلة بالعقوبات، التي كانت تحول دون الحصول على التكنولوجيا الجديدة، إلاّ أن (مپنا)كانت تدرك هذه الحقيقة جيداً و هي أن التقنية التي تطمح اليها لايمكن الحصول علىها من الاسواق العالمية بمجرد رفع العقوبات، لأن الفاصلة بين قدرات (مپنا) واصحاب التكنولوجيا الحديثة من الشركات العالمية قد تقلصت الى درجة بحيث أن هذه الشركات كانت ترى أن السماح بانتقال تقنياتها يشكل تهديداً لموقعها التجاري و سهامها في الأسواق العالمية.
وكذلك كانت (مپنا) على قناعة من أن اقتناء القدرات الانتاجية و تحصيل التقنية اللازمة لتطوير المنتج و توسيع دائرة الانتاج، يعد بحد ذاته بمثابة ضرورة قصوى في مجال الانتاج والكسب.
ولهذا فان مشاريع ضخمة في مجال التنميةالتكنولوجية نظير مشروع التجميد الموجّهة و مشروع الانجماد البلوري ، و تأسيس مختبر الوقود و الاحتراق، و مختبر CFD، الى غير ذلك، كل ذلك كان موضع اهتمام و توجه مجموعة (مپنا) . و من خلال تنفيذ المشاريع واطروحات تحسين و تطوير نوعية المنتج والتنمية التقنية، انتقلت (مپنا) الى مرحلة تطوير التقنية و قواعدها. المرحلة التي جسدت فيها (مپنا) قدرات هامة نظير القدرة على تطوير المنتوجات والمهارات والعمليات الضرورية لمضاعفة الانتاج و تحسينه، والارتقاء بمستوى المنافسة على أساس تطوير البحوث والتنمية الداخلية والتعامل مع المراكز والمؤسسات الاخرى.
لقد كان متوقعاً أن تنجح مجموعة (مپنا)، نظراً لما تتمتع به من ثقافة مؤسساتية و فكر تنويري منتظم، في انجاز هذه المشاريع في ضوء البرمجة والتخطيط و التنفيذ الدقيق. ذلك أن مشاريع البحث والتطوير، و من خلال التوزيع الذي يظهر في الشكل رقم واحد، وجدت طريقها الى ارض الواقع. و مع تجاوز المخاطر الرئيسة في عام 1393 شمسي(2014م)، انتقلت مجموعة مپنا الى مرحلة حظيت عملية اكتسابها لهذه القدرات و الامكانيات باعتراف و تأييد كبار الخبراء والمختصين الدوليين الحياديين.
وأن معاونية البحث والتطوير في جموعة(مپنا)، تجتاز في الوقت الحاضر احدى مراحلها التاريخية، والانتقال من مرحلة البحث والتنمية الى مرحلة البحث والتقنية. و هذا يعني أن تركيز هذه المعاونية للانتقال من استراتيجية المشاريع قصيرة الأمد، الى استراتيجية المشاريع بعيدة المدى إذ تعمل على تفويض المشاريع القريبة و القصيرة المدى ، الى أقسام الكسب والتجارة في المجموعة ، والتركيز على الاجيال القادمةمن التقنية والمنتجات.. التركيز على التقنيات الحديثة ، و توسيع دائرة الفعاليات التي تتمحور حول رصد آخر العلوم والتكنولوجيا و مستقبل الابحاث، كل ذلك من جملة المهام الجديدة لهذه المعاونية.