تم التوقيع على الاتفاقيات التنفيذية لمشروع زيادة ضغط حقل غاز “بارس الجنوبي” المشترك باعتباره المشروع الأهم والإستراتيجي لوزارة النفط وشركة النفط الوطنية الإيرانية باستثمار 20 مليار دولار بهدف تحقيق إيرادات بقيمة 900 مليار دولار للبلاد.
وتم التوقيع على اتفاقية مشروع زيادة الضغط لحقل غاز بارس الجنوبي المشترك، باعتباره أحد أهم المشاريع النفطية في البلاد، يوم الأحد الماضی 10 مارس 2024 م، وذلك بحضور وزير النفط الايراني، والمدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، والمدير التنفيذي لمجموعة “مپنا”، وعدد من مديري شركات المقاولات الإيرانية.
وبناء على التجارب الناجحة للخبراء الإيرانيين في تنفيذ مختلف مراحل حقل غاز بارس الجنوبي المشترك، ووفقاً لبنود الاتفاقية، فقد تقرر أن يتبنى أربعة مقاولين نشطين في تطوير حقول النفط والغاز في البلاد، بما في ذلك “مجموعة مپنا”، وشركة “بتروبارس”، ومجموعة “أويك”، و مقر خاتم الأنبياء(ص) للبناء والاعمار تنفيذ هذا المشروع بحيث يتم تقسيمه إلى أربعة أجزاء ويتم تنفيذ كل جزء بواسطة أحد هؤلاء المقاولين الرئيسيين.
مشروع زيادة الضغط في حقل بارس الجنوبي؛ خطوة لضمان أمن إمدادات الطاقة
وقال المدير التنفيذي لمجموعة “مپنا” الصناعية في إیران “محمد أولياء” خلال الكلمة التي ألقاها في حفل التوقيع على اتفاقية مشروع زيادة الضغط في حقل غاز بارس الجنوبي المشترك إن تنفيذ هذا المشروع خطوة مهمة لضمان أمن إمدادات الطاقة في البلاد.
وأضاف “محمد أولياء” أن هذا المشروع له عدة سنوات من الخبرة في قطاع الدراسات والهندسة والآن قد وصل إلى مرحلة النضج اللازم للتنفيذ.
وأكد أنه يجري حالياً دراسة خطط مختلفة لتنفيذ المشروع في القطاعين البري والبحري، وكل هذه الخطط قابلة للتنفيذ بشكل ما، وتعتمد على الدراسات النهائية وتوفر الامكانيات.
وأشار الى أن مجموعة “مپنا” لديها سلسلة الامكانيات لتنفيذ هذا المشروع بما فيها تصنیع المعدات والتنفيذ ودعم التشغيل في المستقبل إلى جانب الترتيبات والامکانیات اللازمة، قائلاً: ندخل هذا المشروع بالاستعداد الكامل لإنجازه ضمن الجدول الزمني المحدد.
وأوضح محمد أولياء أن المقاولين الآخرين لديهم أيضاً الكثير من الخبرة والامكنيات في هذا المجال، ويمكن لمجموعة “مپنا” توفير الضواغط التوربينية وغيرها من المعدات الصناعية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع.
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، مشیراً إلى أنه في حال تأخر تنفيذ المشروع سيتأثر أمن الطاقة في البلاد، لذا سيحاول المقاولون توفير الغاز وإمدادات الطاقة الكهربائية في البلاد دون انقطاع.
وفي معرض شرحه الفني لتنفيذ هذا المشروع، قال المدير التنفيذي لمجموعة “مپنا” إن أهم وأفضل أسلوب لتنفيذ هذا المشروع هو تنفيذ منصات تعزيز الضغط في البحر، كما أنه سيتم تركيب جميع المعدات اللازمة لزيادة ضغط الغاز في المنصات البحرية.واعتبر منصة زيادة الضغط، والمنصة السكنية المنفصلة، وجسرالتوصيل لربط منصة البئر بمنصة زيادة الضغط ، وما إلى ذلك، وخط أنابيب مقاس 10-8 بوصة لنقل الغاز الحلو من المنشآت البرية إلى البحر ضمن الامكانيات المطلوبة لهذا المشروع.
وفي الختام، أشار “محمد أولياء” إلى تجربة إنشاء منصة بسعة 7000 طن في المرحلة الأولى من حقل بارس الجنوبي، معتبراً أن انشاء منصة زيادة الضغط أمر ممكن تماماً في هذا السيناريو، مصرحاً أن تجنب انخفاض ضغط الغاز على طول خط الأنابيب، وزيادة الإنتاج، وعدم الحاجة إلى تقنيات خاصة هي ضمن ميزات الخطة التي اقترحتها مجموعة “مپنا”.
استخدام نخب صناعة النفط والغاز في بارس الجنوبي
وبدوره، أشار وزير النفط الايراني “جواد أوجي” خلال الكلمة التي ألقاها في هذا الحفل إلى تحقيق الأرقام القياسية الجديدة في استخراج الغاز من حقل بارس الجنوبي المشترك، قائلاً: تم خلال العام الايراني الجاري(مارس 2023 لغاية مارس 2024)، تحقيق إنتاج 707 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً من حقل غاز بارس الجنوبي المشترك.
وأكد وزير النفط الايراني أنه مع استمرار الحصاد من هذا الحقل دون تنفيذ مشاريع زيادة الضغط سنشهد انخفاضاً في الضغط في هذا المجال، مصرحاً أن أهمية الحصاد من هذا الحقل المشترك تكمن في أنه يتم توفير 93% من الوقود لمحطات الطاقة وصناعات الغاز وجزء كبير من التغذية البتروكيماوية من هذا الحقل.
وقال جواد أوجي أننا لم ننتظر الشركات الأجنبية واستفدنا من نخب هذه الصناعة في هذا المجال، مبيناً: ومن الأمثلة على ذلك تشغيل المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي كما أنه تم تشغيل 38 منصة في مجمع بارس الجنوبي.
وأعلن وزير النفط الايراني عن إطلاق منصة المرحلة 13 ألفا التي صدمتها سفينة بحرينية خلال شهر مايو المقبل، قائلاً: خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، ستبدأ زيادة الضغط في حقل بارس الجنوبي المشترك.
وأشار أوجي إلى أنه سيتم خلق قدرة تبلغ 20 مليار دولار للمصنعين المحليين من خلال تنفيذ هذا المشروع، مضيفاً أن هذا المشروع يضيف 90 تريليون قدم مكعب من الغاز و2 مليار برميل من مكثفات الغاز الى إنتاج البلاد مما سيولد دخلاً قدره 900 مليار دولار للبلاد، الأمر الذي سيلعب دوراً مهماً في ضمان أمن الطاقة في البلاد.
وأكد وزير النفط الايراني: في المستقبل القريب سنقوم بافتتاح مشروع زيادة الإنتاج من حقل “آزادكان الجنوبي” المشترك بحضور رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية “السيد ابراهيم رئيسي.
وأشار أوجي الى أن تصدير النفط الايراني قد وصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2019، حيث قد تمت هذه الزيادة في التصدير بأقل التخفيضات.
وأكد وزير النفط الايراني أن قطاع النفط والغاز سجل نمواً اقتصادياً مرتفعاً منذ بداية العام الايراني الجاري وهو أمر غير مسبوق في التاريخ، وسيستمر هذا النمو في العام الايراني المقبل أيضاً، وقال: وبالإضافة إلى تأثير زيادة الإنتاج والصادرات، تحتل صناعة النفط المرتبة الأولى في البلاد من حيث الاستثمار والإنتاج المحلي والإنتاجية.
جدير بالذكر أنه تم يوم الأحد الماضي توقيع عقد تنفيذ مشروع زيادة الضغط في حقل غاز بارس الجنوبي المشترك مع أربع شركات إيرانية هي بتروبارس، مجموعة أويك OIEC GROUP ، مجموعة مپنا MAPNA Group و مقر خاتم الأنبياء (ص) للبناء والاعمار.
ويبلغ حجم الاستثمار في هذا المشروع 20 مليار دولار، ويضيف 90 تريليون قدم مكعب من الغاز و2 مليار برميل من مكثفات الغاز الى إنتاج البلاد مما سيولد دخلا قدره 900 مليار دولار للبلاد.
