حصلت مجموعة “مپنا” على وسام شرف التصدير في البلاد وتم تكريمها من قبل الرئيس الايراني وذلك خلال الحفل الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة والعشرين للتصدير الوطني.
أقيمت فعاليات الذكرى الـ 28 للتصدير الوطني يوم الأحد الماضي 20 أكتوبر 2024 م في قاعة المؤتمرات للقمة الاسلامية بالعاصمة الايرانية طهران، وذلك بحضور الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان”، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني “محمد أتابك”، ورئيس الغرفة التجارية في الجمهورية الاسلامية الايرانية “صمد حسن زادة”.
وتم في هذا الحفل تكريم المصدّرين والتجار ورجال الأعمال المتميزين على مستوى البلاد، كما تم اختيار مجموعة “مپنا” للحصول على وسام الشرف في مجال التصدير من قبل أعضاء لجنة التحكيم وتم تسليم وسام الشرف للمدير التنفيذي لـ”مپنا” من قبل الرئيس الايراني.
منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين للميلاد، شاركت “مپنا” في فعاليات “المصدّر المثالي” السنوية التي أقامتها منظمة تنمية التجارة الإيرانية ولقد تم اختيارها خمس مرات باعتبارها “المصدّر الوطني المثالي”، وثلاث مرات باعتبارها “المصدّر المتميز”، كما تمّ إختيار مجموعة “مپنا” لتكون الفائزة بميدالية التصدير هذا العام.
إن استمرار نمو الصادرات لدى الشركات وحصولها على ثلاثة ألقاب للمصدّرين المتميزين سيؤدي إلى ترقية الشركات من لقب المصدّر المتميز إلى الحائزة على میدالية التصدير في البلاد كأعلى علامة تصدير. وقد تمكنت مجموعة “مپنا” من الحصول على هذا اللقب من خلال تحقيق عملية تصدير ناجحة بناءً على استراتيجيات مصاغة.
الرئيس الايراني يشدد على ضرورة إزالة معوقات التجارة والإنتاج
وتحدث الرئيس الايراني في هذا الحفل، قائلاً: إن الامام علي (ع) في خطبة بنهج البلاغة عندما يصنّف مختلف طبقات المجتمع يبّين واجبات كل فئة ومنزلتها ثم يقول أنه لا يمكن لأي من هذه الفئات أن تتمتع بالثبات والاستقرار إلا یتم التفاعل مع التجار وأهل الصناعات بشكل صحيح.
وأضاف: علينا أن نؤمن بهذه الرؤية، لأن إیران یمکن أن تتمتع بالثبات والاستقرار من خلال التفاعل السليم مع التجار والمصدّرين، مصرحاً بأنه من الضروري تحمل المسؤولية لبذل كل ما يمكن من أجل إزالة معوقات الإنتاج والمصدّرين.
وصرّح مسعود بزشكيان: نحن نطالب بالتفاعل مع التجار والمصدّرين كما نريد مساعدتهم في رحلاتنا الخارجية، على سبيل المثال، في الرحلة القادمة التي من المقرر أن نشارك في قمة البريكس 2024 م، نسعي لكي نقوم بمتابعة وتحقيق مطالب أهل الصناعات والتجار والمصدّرین في ايران.
وأشار الرئيس الايراني الى أن إحدى المشاكل التي يواجهها رجال الأعمال وأصحاب الصناعة في ايران اليوم هي القرارات التي تتخذها المؤسسات الحكومية لقطاع الإنتاج، مصرحاً أن جزءاً من عدم توزان البنوك في ايران يعود الى هذه القرارات منها الموافقات التي يصوّت علیها البرلمان الإيراني.
وقال مسعود بزشكيان إن البرلمان الايراني يفرض أحياناً التزامات على الحكومة لا تتماشى مع الحقائق بحيث يخلق التزاماً على الحكومة من ناحية، على سبيل المثال، يفرض على الحكومة بإعطاء قروض لفئات معينة في المجتمع أو تأمين فئات معينة بحيث تخلق هذه الالتزامات الديون وعدم التوازن للحكومة والبنوك، وبعد حدوث المشكلة يريدون من الحكومة أن تحلّها.
صرّح رئيس الحكومة الرابعة عشرة في إيران أن وضعنا ليس جيدًا بسبب عدم التوازن الذي نواجهه، قائلاً: “إننا نعيش حالياً حالة حرب اقتصادية فرضت على بلادنا والعدو يريد زيادة الوضع سوءًا يوماً بعد يوم، مشيراً الى أنه وفي هذه الحالة يمكن للمنتجين والصناعيين والتجار المساعدة في حلّ المشاكل.
كما توجّه الرئيس الايراني مخاطباً التجار والمنتجين بأننا الان في ساحة المعركة، موضحاً بانها ليست حرباً صاروخيةً بل هي حرب أفكار وإنتاج وتجارة وصناعة، لافتاً الى انه يتعين على الحكومة تجهيز منصة مناسبة لذلك حتى تعبّد الطريق للتجار والمنتجين والمصدرين بسهولة أكبر، وفي هذا الصدد فإن الحكومة الإيرانية عازمة وتؤمن بأن هذه المنصة ينبغي توفيرها بأي شكل من الأشكال لدعم الناشطين في مجال الإنتاج والصناعة، ونسعى الى إزالة العقبات القائمة في هذا المجال بشكل مناسب.
صرح الدكتور مسعود پزشکیان: بالطبع كل تدخل له آثار جانبية، ومثلاً في الطب كل علاج له آثار جانبية يجب على المريض تحملها، ونسعى الى تقليل الآثار الجانبية لهذه التدخلات وإزالة عوائق الإنتاج والاقتصاد قدر الإمكان. لاينبغي أن نسمح أن تواجه بعض الفئات المشاكل والصعوبات أثناء هذه العمليات، ولمنعهم من مواجهة الصعوبات، علينا أن نقوم بتقديم الحلول في هذا المجال، وأنتم كناشطي الإنتاج والأعمال، يمكنكم مساعدتنا في إيجاد هذه الحلول.
قال الرئيس الايراني إنه يجب إنشاء كل منظمة ومؤسسة مطلوبة، مثل المجلس الأعلى للتصدير كما أعلن عن استعداده للجلوس مع المصنعين والمصدّرين في البلاد لحلّ المشاكل وتلبية مطالبهم، کما أعلن عن استعداده لتخصيص الوقت اللازم لتعزيز الإنتاج والتطوير وإزالة العوائق في هذا المجال.
وصرّح الدكتور مسعود بزشكيان أن اتخاذ القرار دون النظر إلى الآثار الجانبية المحتملة يخلق مشكلة، مبيناً أن هذه المرحلة التي نعيشها حالياً هي حالة حرب، ورأى أن منتجي ومصدّري ايران هم الخط الأمامي لهذه الحرب ويجب على الحكومة دعمهم ومرافقتهم، لافتاً الى أن هناك تفاعلاً وانسجاماً جيداً بين الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي الايراني في هذا الخصوص ويمكن حلّ المشاكل معاً.
ودعا بزشكيان الجميع الى التكاتف والعمل يداٌ بيد لتحريك عجلة الانتاج والاقتصاد نحو الازدهار وبناء إيران العظيمة والمقتدرة ولنثبت بان إيران لديها ذات تاريخ عريق و طويل في هذا المجال، مؤكداً على انه سوف تبذل الحكومة كل ما في وسعها من أجل إيران وازدهارها وتطورها وبأنها ستقف الى جانب المنتجين والمصدرين في نضالهم حتى النهاية.
وفي الختام قال الرئيس الايراني أنه لن يريد أن يدين أحداً، بل هناك قرارات تم اتخاذها من قبل وقد أدت الى وصولنا الى هذه المرحلة، ولكن يجب علينا جميعاً اليوم أن نعمل معاً للمضي قدماً نحو الرخاء والتقدم وبناء إيران التي تزيد من كرامتها وعزتها.