Search
Close this search box.
صفحه ویژه

توربينات الغاز MGT-75؛ أول توربين من الفئة F تمّ تصنيعه بالكامل في إیران من صنع"مپنا"

قفزة كبيرة في صناعة محطات الطاقة في إيران

حوار مع " عباس فخر طباطبائي" مدير مشروع تطوير التوربينات من الفئة F التابع لمجموعة "مپنا"

إن صناعة الكهرباء قد كانت دائماً في دائرة الضوء باعتبارها واحدة من البنى التحتية الحيوية في كل بلد. وفي الوقت نفسه، تلعب توربينات الغاز، باعتبارها القلب النابض لمحطات الطاقة، دوراً مهماً في توليد الطاقة الكهربائية.

ونظراً إلى الأهمية الاستراتيجية للطاقة والحاجة المتزايدة بتوليد الطاقة الكهربائية بشكل مستدام ومفيد، فإن تطوير التقنيات المحلية في هذا المجال يحظى بأهمية خاصة، وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه كلمة “إختلال التوازن” في مجال الطاقة الكلمة الرئيسية لصانعي السياسات في إیران.

خطت مجموعة “مپنا” باعتبارها شركة رائدة في صناعة محطات الطاقة في البلاد، خطوات كبيرة في تطوير تكنولوجيا توربينات الغاز، ومن أهمها التصميم والتصنیع الناجح لتوربين MGT-75 من الفئة F في البلاد.

توربین گازی MGT-75 اولین توربین کلاس F تمام ایرانی

وبحسب “عباس فخر طباطبائي”، مدير تطوير المنتجات في شركة “مپنا” لهندسة وتصنيع التوربينات (توغا) ومدير مشروع تطوير التوربينات من الفئة F: یظهر هذا الحدث المهم القدرة العالية للمتخصصين المحليين في الحصول على التقنيات المتقدمة والمعقّدة.

وتطرق المهندس طباطبائي في هذا الحوار الى مختلف أبعاد هذا الإنجاز العظيم، بما في ذلك الميزات الفريدة لتوربين الفئة F  وخاصة توربين  MGT-75، ومزايا استخدام هذا التوربين في محطات توليد الكهرباء في البلاد والتحديات المقبلة والآفاق المستقبلية لهذه التقنية في مجموعة “مپنا”.

نظرة على المنتجات المختلفة لتوربينات الغاز في مپنا

تلعب توربينات الغاز، باعتبارها أدوات مهمة ورئيسية في محفظة الطاقة للبلدان، وخاصة بسبب استخدامها الواسع بدءًا من توليد الكهرباء إلى نقل الطاقة الميكانيكية، دوراً أساسياً للغاية في صناعة النفط والغاز.

ومن المزايا التكنولوجية لهذه المنتجات هي تأثيرها على توليد الطاقة واستهلاك الوقود. للحصول على فهم تفصيلي للمشكلة، يمكننا الرجوع إلى نماذج الإنتاج والقدرات التقنية للشركات العالمية.

وإتخذت مجموعة “مپنا” أولى الخطوات لاكتساب المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لتصنيع توربينات الغاز في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للمیلاد؛ أولاً، لأن توربينات الغاز والمعدات المرتبطة بها تلعب دوراً هاماً جداً في مختلف الصناعات نظراً لاستخدامها على نطاق واسع في مختلف مجالات الطاقة بما فيها توليد الكهرباء، والنفط، والغاز.

وتستخدم هذه المعدات في توليد الكهرباء وكذلك إنتاج الطاقة الميكانيكية لتشغيل الضواغط والمضخات وغيرها من المعدات الصناعية. تعتبر تكنولوجيا تصميم وتصنيع توربينات الغاز في الدول المتقدمة أحد مؤشرات التطور الصناعي.

كما تعدّ هذه التكنولوجيا من الأهداف المهمة للدول النامية؛ ولهذا السبب، في بلد مثل الجمهوریة الاسلامية الإيرانية، ونظراً لموارد الطاقة الواسعة التي تتمتع بها وموقعها الاستراتيجي، يمكن أن يكون الحصول على هذه التكنولوجيا ذي قيمة كبيرة.

تحديات صناعة توربينات الغاز على الساحة العالمية

تقتصر تكنولوجيا توربينات الغاز على عدد قليل من البلدان المتقدمة بسبب تعقيداتها الفنية وأهميتها الاستراتيجية. غالباً ما يتم تطوير هذه التكنولوجيا عن طريق نقل المعرفة من صناعة الطيران إلى الصناعة الأرضية.

كما أن الاعتبارات الاقتصادية والسياسية دفعت حفنة من الشركات في العالم إلى تقديم المنتجات والحلول المتعلقة بتوربينات الغاز.

تطوير تكنولوجيا توربينات الغاز في إيران

كما ذكرنا من قبل أنه في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 للمیلاد، تم نقل تكنولوجيا تصنيع توربينات محطات الطاقة من الشركات الصاحبة للتكنولوجيا مثل “سيمنز”. خلال عشر سنوات، تمكنت مجموعة “مپنا” من الوصول إلى نقطة الاستقلال التكنولوجي من خلال القيام بالأنشطة الهندسية والإنتاجية.

وفي العقد الثاني من الأنشطة، زاد التركيز على البحث والتطوير، وتوسيع المعرفة التقنية، وتصميم المنتجات المحلية. كان أحد الإنجازات المهمة في هذه الفترة هو تصميم وتحسين توربينات الغاز من الفئة  E، والتي بالإضافة إلى تطوير التكنولوجيا، تم أيضًا توفير القدرة على ترقية وتنفيذ التحسينات التقنية بالأسطول الحالي في البلاد.

دور تعاون الشرکات القائمة على المعرفة التابعة لـ"مپنا"

كان أحد عوامل النجاح في هذا المسار هو التعاون مع الجامعات والشركات المحلية القائمة على المعرفة. بحيث أدى هذا التعاون إلى تطوير التكنولوجيا المحلية وتحسين مستوى الثقة بالنفس التكنولوجية في مجال توربينات الغاز. بالإضافة إلى ذلك، تم التحقق من صحة هذه التقنيات في البيئة التشغيلية والميدانية.

نضج التكنولوجيا والقدرات الداخلية في"مپنا"

وفي عام 2018 للميلاد، نجحت شركة “مپنا” في إطلاق وإختبار التوربين المحلي من الفئة E مع الترقيات الفنية والوظيفية في محطة “برند” لتوليد الطاقة الكهربائية ذات الدورة المركبة.

وأظهر هذا الإجراء نضج التكنولوجيا والقدرات المحلية في هذا المجال، وکان یعتبر خطوة مهمة نحو استقلال تكنولوجيا توربينات الغاز من الفئة E في تلك الفترة.

وبحسب مدير تطوير المنتجات بشركة “مپنا” لهندسة وتصنيع التوربينات(توغا)، فإن استمراراً لهذه الأنشطة، حيث بلغت الطاقة الإنتاجية في المنتجات السابقة للتوربينات على سبيل المثال حوالي 157 ميغاواط بكفاءة تبلغ حوالي 34.5%، تمكنت مجموعة “مپنا” من زيادة هذا الرقم إلى 185 ميغاواط مع تحسين الكفاءة بنسبة 36%..

في هذا المشروع، استفدنا من الأدوات وعقلية التصميم وإمكانيات فريق الهندسة في”مپنا”، وتم إجراء تقييمات مفصلة بشكل ميداني.

وأردف المهندس طباطبائي مبيناً: في نفس الفترة الزمنية، تم إعداد وثيقة التحول الاستراتيجي لتوربينات الغاز من الدرجة الثقيلة وخدمات محطات توليد الطاقة في البلاد في وزارة الطاقة الايرانية ومعهد أبحاث الطاقة بمشاركة اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة في البلاد.

تم إعداد هذه الوثيقة والموافقة عليها بحضور مسؤولين وخبراء بارزين، من بينهم نائب المدير التنفيذي آنذاك ومدير التكنولوجيا لشركة “توغا”، بالإضافة إلى شركات أخرى ناشطة في هذا المجال والأوساط الأكاديمية. كان الهدف من اعداد هذه الوثيقة هو الوصول إلى تكنولوجيا توربينات محطات توليد الطاقة من الفئة F حتى أفق عام 2026 م.

منذ عام 2018 للميلاد، بعد الانتهاء من مشروع ترقية التوربينات من الفئة  E، بدأت الأنشطة المناسبة بهذه الوثيقة، وكانت نتيجة هذه الجهود تطوير توربين MGT-75 في نطاق طاقة يبلغ 222 ميغاواط ومن الفئة F .

كان هدف “مپنا” هو تصنيع توربين إيراني محلي الصنع بالكامل من الفئة F والذي بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات المحلية، سيكون لديه أيضاً القدرة على المنافسة والتصدير. تم تصميم هذا التوربين وتحسينه وفقاً للظروف المناخية، وتنوع الوقود الجديد، ومتطلبات التشغيل في البلاد.

كما تم تطوير سلسلة التوريد للأجزاء الاستراتيجية وسلسلة التوريد داخل المجموعة والبلاد وبطريقة ما تمّ تقليل المخاطر التكنولوجية.

تصنيف توربينات الغاز

تنقسم توربينات الغاز إلى عدة فئات مختلفة. تشتمل هذه الفئات على الفئات F و E وH  بالإضافة إلى فئات أحدث مثل H-A،  G و H-L  التي تقدّمها بعض الشركات المصنعة.

يتم تصنيف هذه الفئات على أساس الموثوقية والكفاءة وکمیة الطاقة الإنتاجية وتشمل مستويات مختلفة من التقنيات المتقدمة في مجال التصميم الديناميكي الهوائي، والتبريد، والمواد، وطرق التصنيع والانتاج، والتحكم في العملية، والمرونة الوظيفية.

وبمراجعة المؤشرات الكلية لقطاع الكهرباء حتى مارس 2024 م، قد بلغت القدرة الاسمية المركبة لمحطات توليد الكهرباء في البلاد نحو 92 ألف ميغاواط. وتشمل هذه السعة محطات الطاقة المتجددة، ومحطات الدورة المركبة، والمحطات التي تعمل بالغاز والبخار. يتعلق حوالي 50% من هذه الكمية بتوربينات الغاز، التي لها مساهمة كبيرة في إمدادات الطاقة في البلاد.

حاليًا، يتم تخصيص حصة تعادل 48 إلى 50 ألف ميغاواط من القدرة الاسمية للشبكة الوطنية للكهرباء في إيران لتوربينات الغاز. لكن معظم هذه التوربينات هي من تقنية الفئة E وأقل وأقل كفاءة.

وبشكل عام، فإن حوالي 5% فقط من السعة الاسمية للشبكة الوطنية للكهرباء في ايران مخصصة لتوربينات الفئة الأكثر تقدماً.

وبحسب مدير مشروع تطوير التوربينات من الفئة F التابع لمجموعة “مپنا”: فمن بين حوالي 50 ألف ميغاواط من توربينات الغاز، تم تخصيص 5 آلاف ميغاواط فقط لتوربينات الفئة  F، وهي أحدث نسبياً. بعبارة أخرى، فإن عُشر هذه السعة فقط يرتبط بالتقنيات الأكثر تقدماً. ولهذا السبب، فإن الخطة التي نعمل عليها في هذه المرحلة هي تسويق وطرح توربين “مپنا” الجديد من الفئة F إلى السوق.

إذا ضاعفنا القدرة الاسمية المركبة لتوربينات الفئة F من 5 آلاف ميغاواط الحالية، أي حوالي 10 آلاف ميغاواط في أفق زمني مدته 5 سنوات، فإن هذه الزيادة في السعة سيكون لها تأثير كبير على حلّ اختلال توازن الطاقة وتقليل استهلاك الوقود في محطات توليد الكهرباء.

وقال المهندس طباطبائي: في هذه الحالة، إذا تم تشغيل التوربينات الجديدة بدورة بسيطة، فسيتم توفير ما يعادل مليار متر مكعب من الغاز. وإذا أضيفت هذه السعة إلى الدورة المركبة سيصل توفير الوقود إلى نحو أربعة مليارات متر مكعب من الغاز. فإن هذا القدر من التوفير سيساعد في تقليل الآثار البيئية الضارة، بالإضافة إلى خفض تكاليف الطاقة.

تأثير السياسات الاقتصادية على تطوير التوربينات

يعدّ التمويل وفقًا لاحتياجات سوق الكهرباء والطاقة، أي الوصول إلى قروض طويلة الأجل بفائدة منخفضة أو مصادر التمويل الأجنبية، أحد التحديات التي قد أبطأت تطوير محطات الطاقة المتقدمة القائمة على التوربينات من الفئة F في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك،قد أدّى دعم الوقود في مجال محطات توليد الكهرباء إلى انخفاض قيمة الكفاءة في محطات توليد الكهرباء، كما أدّى هذا الأمر إلى تقليل الجاذبية الاقتصادية للاستثمار في مجالات البنية التحتية مثل توربينات الغاز المتقدمة ذات الكفاءة العالية أو غيرها من التقنيات.

من ناحية أخرى، فإن الاستثمار في هذه المجالات يتطلب سياسات عامة وشفافة؛ لأن تطوير هذه التقنيات يتطلب تكاليف باهظة كما أن العائد على الاستثمار يستغرق وقتاً أيضاً، على سبيل المثال، تستغرق عملية إنشاء وتشغيل محطة توليد الكهرباء من وقت اتخاذ القرار حتى التشغيل حوالي 18 شهراً في الدورة البسيطة وحوالي 36 شهراً في الدورة المركبة.

دور الحكومة وصانعي السياسات مهم جداً في هذا الشأن. إن خلق الحوافز اللازمة للمستثمرين وتقليل الحواجز الإدارية والتمويل هي من بين الاجراءات التي يمكن أن تساعد في تطوير هذه الصناعة. يجب على الشركات النشطة في هذا المجال أيضًا أن تلعب دورها في تعزيز صناعة الطاقة في البلاد من خلال تقديم الحلول التكنولوجية وحل مشاكل البنية التحتية.

وكما ذكرنا فإن توفير استهلاك الغاز أو استخدام أنواع الوقود البديلة في محطات توليد الكهرباء يظهران قيمتهما الحقيقية عندما يتم نقل هذه الطاقة إلى قطاعات أخرى مثل الصناعات أو التصدير.

يمكن أن يتم هذا النقل من مجال توليد الكهرباء في محطات توليد الطاقة الكهربائية إلى مجالات أخرى مثل التطبيقات المنزلية أو الصناعية ويضمّن الاستغلال الأمثل لموارد الطاقة.

ومن الناحية الفنية، يمكن لتوربينات الفئة F أن تقدم مزايا تكنولوجية مثل الكفاءة العالية وانخفاض الانبعاثات.

وهناك مسألة أخرى قد تم طرحها من قبل بعض وسائل الإعلام وهي إمكانية تنويع تغذية توربينات الغاز، ومن بين هذه الوقود، يتم أحيانًا ذكر غاز الشعلة.

وفي هذا الصدد، قال مدير تطوير المنتجات في شركة “توغا”: إن استخدام أنواع الوقود غير التقليدية، مثل غازات الشعلة (الغازات الناتجة عن حرق المشاعل)، على الرغم من رخص هذه الأنوع من الوقود، يجلب معها تحديات.

وتشمل هذه التحديات انخفاض القيمة الحرارية لهذه الغازات والمحتوى العالي من الملوثات التي يمكن أن تقلل من عمر الأجزاء الحساسة من التوربين، خاصة في مساره الساخن، وزيادة تكاليف الاصلاح والصيانة.

بشكل عام، يعدّ استخدام غاز الشعلة أكثر ملاءمة للتوربينات الأصغر حجمًا والأقل كفاءة نظرًا لخصائصه الفيزيائية والكيميائية. تُستخدم هذه التوربينات غالبًا في المشاريع الصناعية أو محطات الطاقة المحلية والتوليد الموزع، حيث تكون الموثوقية وانخفاض تكلفة الوقود أكثر أهمية من الكفاءة.

إن استخدام الوقود غير التقليدي ليس شائعًا في التوربينات الكبيرة والمتقدمة مثل التوربينات من الفئة F. تتطلب هذه العملية بنية تحتية معقدة في قطاع المنبع، وهو ما قد لا يكون منطقياً من الناحية الاقتصادية لهذه الأنواع من التوربينات.

ونتيجة لذلك، أصبح استخدام أنواع الوقود البديلة في هذا المجال أقلّ فعالية بسبب الاعتبارات الفنية والاقتصادية.

وأخيراً، فإن القيمة الاقتصادية للوقود ونقله إلى مجالات أخرى مثل التصدير أو الصناعات أو الاستخدام المنزلي هي استراتيجية رئيسية في إدارة موارد الطاقة. يمكن أن تساعد هذه الإستراتيجية في تحقيق أفضل استفادة من أنواع الوقود الرخيصة أو ذات القيمة المنخفضة مثل غاز الشعلة وأنواع الوقود البديلة مثل غاز البترول المسال LPG أو الكيروسين في محطات الطاقة الصغيرة والصناعية، في حين يتم استخدام التوربينات الكبيرة والمتقدمة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة من الغاز الطبيعي أو يتم استخدام أنواع وقود أعلى جودة.

تكاليف إصلاح وصيانة توربينات الغاز من الفئة F

وفي مجال صيانة وإصلاح توربينات الغاز من الفئة  F، أشار المهندس طباطبائي إلى الأرقام المختلفة التي قد تم ذكرها في هذا المجال، قائلاً: لدينا نوعان من أنظمة الصيانة، والتي تختلف باختلاف كيفية استخدامها.

يتمتع أحد هذه الأنظمة بمضاعف 25 ألف ساعة تشغيل، بينما يتمتع الآخر بمضاعف 33 ألف ساعة تشغيل. أنظمة الصيانة هذه مخصصة لتوربينات مختلفة ذات فئات مختلفة. ينقسم كل من هذه الأنظمة إلى أربع فئات للتفتيش والإصلاح: عمليات الفحص البسيطة، وعمليات فحص المسار الساخن، والإصلاح الشامل، والإصلاح الشامل بهدف تمديد عمر الدوار (LTE).

وبشكل إجمالي، بعد حوالي 100 ألف ساعة من التشغيل، لدينا فترة الإصلاح الشامل لتمديد عمر توربين الغاز وأجزاءه، والتي تتضمن استبدال المزيد من الأجزاء مقارنة بالإصلاح الشامل.

يتم تقسيم هذه الأوقات على النحو التالي: 25 ألف ساعة، 50 ألف ساعة، 75 ألف ساعة، 100 ألف ساعة، وكل منها يتطلب إجراءات مختلفة في مجال الإصلاح والصيانة.

على سبيل المثال، في التوربينات من الفئة  F، يكون نظام الإصلاح عادة 25 ألف ساعة. في حين أنه في بعض محطات الطاقة، يتم تخطيط فترات الإصلاح للتوربينات من الفئة F بمضاعفات 33000 ساعة تشغيل.

ومع ذلك، في بعض محطات الطاقة الكهربائية التي تم توريد توربيناتها دون دعم من الشركة المصنعة المحلية، هناك مشاكل من حيث مستوى الاستعداد والجاهزية وتوفير الأجزاء الاستراتيجية. يمكن أن تتسبب هذه المشاكل إلى تقليل التشغيل المستمر ونشوء المشاكل أثناء التشغيل.

ولكن الشيء المهم هو أننا قد مهّدنا الأرضية لتوريد وتصنيع الأجزاء لجميع أنواع التوربينات من الفئة F في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

إحدى المزايا الرئيسية للتكنولوجيا في التوربينات من الفئة F هي استخدام الأجزاء الساخنة وتقنيات تصنيع الشفرات المتقدمة.

على سبيل المثال، تستخدم مجموعة “مپنا” الصب الدقيق  (Single Crystal) والتجميد الاتجاهي لإنتاج الأجزاء. تتيح لنا هذه التقنية إمکانیة إنتاج أجزاء كبيرة الحجم وعالية الجودة للتوربينات من الفئة  F.

حاليًا، تحظى مجموعة “مپنا” بالقدرة على توفير وتصنيع هذه الأجزاء بتكنولوجيا متقدمة، والتي يمكن أن تكون مفيدة في تحسين وإدارة التكاليف المتعلقة بإصلاح وصيانة التوربينات، على الرغم من أنه لا يمكن تخفيض التكاليف على نطاق واسع.

 

كسر الاحتكار في تصنيع أجزاء التوربينات من الفئة F

مستوى التكنولوجيا في مجال تصنيع أجزاء التوربينات من الفئة F مرتفع للغاية، ويرجع ذلك إلى المواد المستخدمة، والدقة العالية في التصنيع، وحجم عمليات التصنيع، والتعقيدات العملية.

إن العملية في هذا القطاع معقدة للغاية وتكاليفها مرتفعة بشكل طبيعي؛ ومع ذلك، تمكنت “مپنا” من التغلب على احتكار إنتاج أجزاء الصب لهذه التوربينات وجعلت من الممكن توفير هذه الأجزاء للصناعة في البلاد بتكلفة معقولة واقتصادية.

وبحسب مدير مشروع تطوير التوربينات من الفئة F لمجموعة “مپنا”، فإن هذا التغيير في عملية الإنتاج يتيح لنا تقديم حل منطقي واقتصادي لتوريد الأجزاء المطلوبة والحفاظ على جاهزية محطات توليد الطاقة.

ومن أهم النقاط في هذا المجال هي قدرة “مپنا” على توريد الأجزاء وتسليمها في الوقت المحدد، مما يجعل محطات الطاقة المتقدمة تبقى في حالة تشغيل مستمر.

وفيما يتعلق بمكونات نظام الاحتراق والأجزاء المستخدمة في هذه التوربينات، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأجزاء تتعرض لغازات ساخنة تتراوح درجة حرارتها بين 1500 و1600 درجة مئوية. لذلك، ينبغي استخدام سبائك خاصة يمكنها تحمل درجات الحرارة هذه في تصنیعها. يؤدي الجمع بين هذه السبائك وتقنيات التبريد والمواد السيراميكية إلى زيادة العمر الافتراضي للأجزاء.

على سبيل المثال، تسمح تقنيات التبريد واستخدام المواد السيراميكية المقاومة إلى جانب الطلاءات الخاصة والمتقدمة للأجزاء الساخنة بالعمل في درجات حرارة عالية لفترات زمنية أطول.

وفي نهاية المطاف، تسمح هذه الأساليب للأجزاء التي تعمل في درجات حرارة متوسطة تتراوح بين 900 و950 درجة مئوية بالتمتع بعمر افتراضي أطول.

ونتيجة لذلك، فإن ارتفاع تكلفة الصيانة في التوربينات من الفئة F مقارنة بتوربينات التكنولوجيا المنخفضة إنه مبرر إلى حدّ ما ويتم تعويض هذه التكاليف على المدى الطويل من خلال زيادة الكفاءة وانخفاض استهلاك الوقود.

وبشكل عام، على المستوى العالمي، يرتبط حوالي 70% من تكلفة تولید الكهرباء بتكلفة الوقود. ولذلك، ونظراً لأهمية إدارة التكلفة والاستدامة وتحسين عمليات التصنيع والانتاج، تسعى مجموعة “مپنا” دائمًا إلى تقديم حلول شاملة لإعادة بناء الأجزاء الرئيسية من التوربينات المتقدمة واستكمال سلسلة قيمة الإصلاحات في داخل البلاد.

MGT-75 ؛ أول توربين من الفئة F تمّ تصنيعه بالكامل في إیران

 

نحن الآن على وشك إزاحة الستار عن أول توربين (MGT-75) من الفئة  F تم تصنیعه بالکامل محلیاً.

ويتمتع هذا التوربين بمستوى عال جداً من التكنولوجيا ويتمتع بمكانة تنافسية جيدة في مجال توربينات الغاز في العالم.

وعلى وجه الخصوص، يحظى هذا التوربين بواحد من أعلى مستويات الكفاءة والأداء في نطاق الطاقة الخاص به في العالم.

كان هدف “مپنا” هو أن يتمتع توربين MGT-75 بأعلى كفاءة ممكنة بحوالي 220 ميغاواط، وفي الوقت نفسه، لديه القدرة على استخدام الهيدروجين مع الغاز الطبيعي بما يتماشى مع أحدث المنتجات في الصناعة.

تعتبر التوربينات من الفئة F لـ”مپنا” فعالة جدًا في تولید الطاقة الكهربائية نظراً لكفاءتها العالية، وموثوقيتها الأكبر، وتأثيرها البيئي الأقل بحيث مقابل كل زيادة بنسبة 1% في كفاءة توربينات الغاز، لدينا انخفاض بنسبة 2.5% في ثاني أكسيد الكربون في توليد الكهرباء، وهو إنجاز عظيم في صناعة الكهرباء في البلاد. وهذا يعني أن فرق الكفاءة بين الفئتين F وE  يبلغ حوالي 4%.

وبفضل هذه التكنولوجيا، وفي أفق زمني يتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، يمكننا اتخاذ خطوات كبيرة من أجل تحسين توليد الكهرباء وتقليل الآثار البيئية الناتجة في البلاد.

أثناء تطوير توربين  MGT-75، تمت ترقية تقنيات وأدوات التصميم والإنتاج بطريقة محلية وإيرانية بالكامل.

تمكنت “مپنا” من الوصول إلى مستوى أعلى ليس فقط في مجال تصميم البرمجيات والأجهزة، ولكن أيضاً في القوى العاملة ومرافق الإنتاج، وتتيح لنا هذه الإنجازات استخدام هذه القدرات في مشاريع أخرى، مثل تصميم وتطوير توربينات الحقول النفطية في جنوب البلاد.

يقول مدير تطوير المنتجات في شركة “توغا” التابعة لـ”مپنا” المهندس طباطبائي: حاليًا، تم تركيب حوالي 15 توربيناً من الفئة F في البلاد، وسيتم إضافة توربين آخر قريباً.

ويتم أيضًا إنتاج الأجزاء الاستراتيجية من هذه التوربينات محليًا، ومن خلال الدعم الدقيق، يمكننا تغطية هذا الأسطول بالكامل.كما تم توفير القدرة والمعرفة بإصلاحات وخدمة هذه التوربينات حتى مستوى الإصلاحات الشاملة داخل البلاد من قبل مجموعة “مپنا”.

وأخيرا، بعد تلبية الاحتياجات المحلية للبلاد والنظر في الإمكانات القائمة، فإن إمكانية تصدير الخدمات الهندسية والأجزاء المتقدمة من هذه التوربينات يمكن أن تكون فرصة كبيرة لكسب العملات الأجنبية وتلبية احتياجات أسواق الكهرباء والطاقة في المنطقة.

وبشكل عام، تمكنت “مپنا” من اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه لبلدنا العزيز إيران، ونأمل أن يلعب خبراء مجموعة “مپنا” دوراً مهماً وبناءً في مستقبل صناعة البلاد كما هو الحال دائماً.

Scroll to Top