صفحة خاصة
محطة توليد الطاقة ذات الدورة المركبة؛ فكرة "مپنا" لتوليد الكهرباء بتكاليف منخفضة
في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين للميلاد، بدأت مجموعة “مپنا” في تنفيذ مشروع تحويل “محطات توليد الطاقة الكهربائية بالغاز إلى الدورة المركبة”؛ المشروع الذي يعدّ أحد الطرق الفعالة لزيادة كفاءة وفعالية تكلفة عملية توليد الكهرباء في البلاد.
إن “مپنا” باعتبارها مجموعة معروفة في مجال صناعة الكهرباء، فإلى جانب إنشاء وتطوير محطات توليد الطاقة ذات المستوى العالمي وتصنیع التوربينات، فإنها تسعى إلى تحويل محطات توليد الطاقة بالغاز إلى الدورة المركبة باعتبارها واحدة من أهم الأنشطة في مجال صناعة محطات توليد الطاقة. المشروع الذي يكون فعّالاً ليس فقط لصناعة الكهرباء، بل أيضاً للبيئة وتوفير استهلاك الوقود، وسنرى آثاره واسعة النطاق خلال السنوات المقبلة.
ويعدّ تحويل محطات توليد الطاقة ذات الدورة البسيطة إلى الدورة المركبة أحد أكثر الطرق فعالية لتحسين كفاءة محطات الطاقة الحرارية في البلاد.
ومن خلال تنفيذ مشروع تحويل وحدات الدورة البسيطة إلى الدورة المركبة، سيتم تحسين كفاءة هذه الوحدات بشكل كبير وسيؤدي إلى الاستهلاك الأمثل للوقود.
على سبيل المثال، من خلال وضع توربين بخاري بقدرة 160 ميغاواط إلى جانب توربينين غازيين بقدرة 159 ميغاواط وتشكيل كتلة دورة مركبة كاملة، دون الحاجة إلى استهلاك إضافي للوقود ومن موقع الحرارة المعاد تدويرها في الدورة الأولى لتوليد الكهرباء، فإنه سترتفع كفاءة محطة توليد الكهرباء من حوالي 34% إلى ما يقرب من 50%.
على الرغم من أن تكاليف إنشاء محطات توليد الطاقة ذات الدورة المركبة ووقت إنشائها تبدو للوهلة الأولى أعلى مقارنة بمحطات توليد الطاقة ذات الدورة الغازية البسيطة، إلا أنه في المستقبل، ستكون محطات توليد الطاقة ذات الدورة المركبة أكثر اقتصاداً وصديقةً للبيئة بسبب كفاءتها ومعامل استخدامها العالي وقدراتها الإنتاجية الأعلى وانبعاثاتها المنخفضة. ومن الناحية الاقتصادية، فإن تنفيذ خطط تحسين كفاءة محطات توليد الطاقة له ميزة أخرى مهمة.
وبما أن المعدات الرئيسية لمحطات الطاقة في الجمهورية الاسلامية الايرانية محلية الصنع بالكامل تقريباً ويتم توفير وتصنيع التوربينات البخارية، والمراجل، والمولدات، والأنظمة الكهربائية وأنظمة التحكم وبناء المرافق وتركيب المعدات والتشغيل والخدمات وأجزائها على المدى الطويل في داخل البلاد فإن تنفيذ هذه الخطط يمكن أن يؤدي إلى الرخاء الاقتصادي للشركات العاملة في صناعة الكهرباء والازدهار الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2019 للميلاد، تم لأول مرة في صناعة الكهرباء في إيران، توفير أكثر من 25٪ من الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات توليد الطاقة في البلاد بطريقة القطاع البخاري من وحدات الدورة المركبة ومحطات الطاقة المتجددة، بعبارة أخرى، يمكن القول إن ربع الكهرباء في البلاد تم إنتاجها دون استخدام الوقود الأحفوري.
وتظهر إحصائيات عام 2019 للميلاد أنه من أصل 79.459 مليار كيلوواط / ساعة من توليد الطاقة، تم توليد حوالي 41.94 مليار كيلوواط / ساعة منها عن طريق تحويل الوحدات الغازية إلى الدورة المركبة بدون استخدام وقود إضافي، كما تم توفير ما يقرب من 11 مليار متر مكعب من الغاز .
وتبلغ القدرة الحالية التي يمكن تحويلها إلى الدورة المركبة في محطات توليد الكهرباء في البلاد حوالي 7500 ميغاواط، وهي مدرجة على جدول أعمال وزارة الطاقة الايرانية على شكل عقود بيع متبادل.
ومن خلال تنفيذ تحويل محطات الطاقة هذه، سيتم توفير 12 مليار متر مكعب أخرى من استهلاك الغاز السنوي، وستصل كفاءة محطات الطاقة الحرارية إلى أكثر من 42%، كما يتم الحدّ من انبعاث حوالي 43 مليون طن من الغازات الدفيئة سنوياً.
وبناء على المراجعات السنوية فإن نحو 36% من غاز البلاد تستهلكه محطات الطاقة الحرارية، فكلما زادت الطاقة الإنتاجية لمحطات الكهرباء مع توفر الغاز ودون زيادة استهلاك الوقود مقارنة بعام 2019 للميلاد، فإن هذا الإجراء سيعود بالنفع على اقتصاد البلاد. ويمكن من خلال تصدير ما تبقى من فائض الوقود في هذا القطاع أن يدر دخلاً للبلاد.
فوائد تنفيذ المشاريع الوطنية لتحويل وحدات الغاز إلى الدورة المركبة
يعدّ تحويل محطات توليد الكهرباء بالغاز إلى محطات توليد الطاقة ذات الدورة المركبة فرصة ذهبية للبلاد لتلبية الطلب على الطاقة الكهربائية لمدة أربع إلى خمس سنوات قادمة على الأقل بأقل تغيير في استهلاك الوقود الأحفوري، لأنه من خلال تحويل وحدتي محطة توليد الكهرباء بالغاز إلى وحدة دورة مركبة، سيتم إضافة حوالي 160 ميغاواط إلى قدرة توليد الكهرباء في البلاد، وسيتم تخفيض ما بين 8 إلى 10 مليارات دولار من استهلاك الوقود السائل لوحدات محطات الطاقة.
ویُعرف هذا المشروع بأنه أحد السيناريوهات الرئيسية للخطة الضخمة لتقليل خسائر استهلاك الكهرباء والطاقة على مستوى شبكة توليد ونقل وتوزيع الكهرباء، والتي ظلت خطة عاجلة في وزارة الطاقة الايرانية منذ سنوات لتقليل الفاقد من استهلاك الكهرباء والطاقة إلى أقل من 10 بالمئة وتم تحديد النسبة وتنفيذها في هذه المستويات الثلاثة وبحلول نهاية عام 2019م، تمكنت من تقليل خسائر استهلاك الكهرباء والطاقة بشكل كبير في المستويات الثلاثة لشبكة التوليد والنقل والتوزيع.
وبالنظر إلى استعداد “مپنا” لتحويل جميع الوحدات البسيطة إلى الدورة المركبة، ينبغي اغتنام هذه الفرصة حتى تتمكن صناعة الكهرباء والدولة من الاستفادة من الفوائد التي لا تعدّ ولا تحصى لخطة تحويل محطات الطاقة الحرارية البسيطة إلى محطات توليد الطاقة ذات الدورة المركبة.
يعدّ إنشاء محطات توليد الطاقة ذات الدورة المركبة جزءًا من مجموعة السياسات البيئية لمجموعة “مپنا”، بما في ذلك الحصول على الشهادات البيئية، وزيادة كفاءة المنتجات المصنعة من خلال التعاون مع أصحاب أحدث التقنيات ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، والحصول على المعرفة الحديثة من أجل الاستجابة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للعملاء مع استخدام أساليب مستدامة وصديقة للبيئة.
لقد كان تسجيل أول مشروع لآلية التنمية النظيفة (CDM) لـ”مپنا” في منظمة الأمم المتحدة، مع إنشاء محطة “كناوه” لتوليد الطاقة الكهربائية ذات الدورة المركبة، أحد أهم إجراءات مجموعة “مپنا” في الوفاء بمسؤولياتها البيئية.
قامت وزارة الطاقة الایرانية خلال الأعوام الماضية بالتعريف بمحطات كهرباء “شيروان” و”سنندج” و”جهرم” ذات الدورة المركبة التابعة لمجموعة “مپنا” باعتبارها مشاريع محطات الطاقة الوحيدة في البلاد التي تمّ تسجيلها في المجلس التنفيذي لآلية التنمية النظيفة.
يعدّ الالتزام تجاه البيئة دائماً مفهوماً متعدد الأوجه في مجموعة “مپنا” كمجمع صناعي رائد، ويعود ذلك إلى أهمية الحفاظ على صحة الموارد البشرية بشكل عام وحماية الموارد المشاركة في أعمال “مپنا” بشكل خاص، فضلاً عن أهمية حماية البيئة.