بداية نشاط قطاع المشاريع الاستثمارية
في العقد الأول من القرن الـ21 للميلاد، ساهمت عدة عوامل في نمو وتنمية قطاع الاستثمار في مجموعة “مپنا”. كان العامل الأول هو رغبة الحكومة والتزامها بالخصخصة، كما أنه مع نقل الصناعات من القطاع العام إلى القطاع الخاص، أصبح دور شركات مثل “مپنا” أكثر بروزاً في الصناعات وتم خلق قدرة جديدة لاستثمارات القطاع الخاص.
أما العامل الثاني فكان قبول دور الشركات المستثمرة وعدم رغبة الحكومة في الاستثمار في مشاريع محطات توليد الكهرباء على شكل مشاريع تنموية، مما فتح المجال أمام أنشطة الشركات غير الحكومية والخاصة.
وفي الواقع، فإن الاعتراف بالقطاع الخاص، والتزام مجموعة “مپنا” بريادة الأعمال من خلال الاستثمار والوعي بعملية تطوير صناعة الكهرباء، وفّر الأرضية اللازمة لنمو الاستثمار في “مپنا”.
وفي صناعة الكهرباء يعتبر قطاع توليد الكهرباء من روّاد الخصخصة في إیران، وجعلت مجموعة “مپنا” النشاط في هذا القطاع، المجال الرئيسي لأعمالها.
كان شرط التطوير في مجال البنية التحتية هذا هو التوصل إلى تعريف شامل للعملية التي يمكن لمجموعة “مپنا” أن تغطي دورة مشاريع محطات الطاقة، من التصميم والهندسة وتصنيع المعدات الرئيسية إلى الانشاء والتشغيل.
إن تحديد مثل هذه العملية لم يكن ممكناً دون معالجة العنصر الحيوي المتمثل في التمويل في شكل مشاريع استثمارية. ومع إنشاء دائرة الاستثمار، توسعت “مپنا” في نشاطها في مجال ملكية محطات توليد الكهرباء وأصبحت أحد منتجي الكهرباء الرئيسيين في البلاد مروراً من المقاولات العامة لتوفير حل شامل.
بمعنى آخر، تغيرت مجموعة “مپنا” من مجرد مقاول تنفيذي إلى شركة شاملة قادرة على التصميم والتصنيع والتنفيذ (EPC)، وخدمات التشغيل والإصلاح والصيانة، وتوريد المعدات وقطع الغيار (الخدمات)، والتمويل والاستثمار (المالية) وأصبح “جهاز حل المشكلات” في مجال توليد الكهرباء.
وتوفر مجموعة “مپنا” حالياً نحو 12 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية في الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تبلغ 83 ألف ميغاواط.
بمعنى آخر، يتم توفير حوالي 20% من قدرة الطاقة الحرارية في البلاد بواسطة “مپنا” خلال الساعات العادية وحوالي 13-15% خلال ساعات الذروة.
ورغم أنه لا تستطيع الشركة الاستحواذ على حصة كبيرة من صناعة الكهرباء في البلاد، كما أن حالة اقتصاد هذه الصناعة تخلق أيضًا قيودًا على المستثمرين من خلال تقليل نطاق التسامح وزيادة سقف المخاطرة، ومع ذلك، فإن محدودية قدرة محطة توليد الكهرباء التي تحتاجها البلاد أمر مهم أيضاً، مما يعني أنه مع الإدارة الصحيحة للاستهلاك، والتوجه لتطوير الطاقات المتجددة، وتطوير الشبكة الذكية، واستخدام أنظمة تخزين الطاقة ESS، إدارة وخفض استهلاك الذروة (ذروة الحلاقة)، والاتجاه والحاجة لإنشاء محطات توليد الطاقة الحرارية الجديدة تتغير بشكل كبير.
وقد أصبحت مجموعة “مپنا” خلال سنوات النشاط في مجال محطات الطاقة مؤسسة متكاملة تلبی إحتياجات الصناعة من خلال تطوير المعرفة التقنية وتصنيع المصانع واستكمال الروابط الرئيسية والتقنیة وتأسيس الشركات ومراجعة هيكلها وعملياتها وزيادة تعيين الموظفين ذوي الخبرة.
إن مجموعة “مپنا” لديها أنشطة كثيرة في مجال محطات الطاقة الحرارية (الغازية والدورة المركبة) بما فيها إنشاء وإطلاق وتشغيل محطة كهرباء جنوب أصفهان (أول محطة كهرباء خاصة في البلاد)، طوس (فردوسي)، عسلوية، علي أباد (جلستان)، فارس (حافظ)، بره سر (أول محطة كهرباء خاصة تقوم من خلال المناقصة الدولية في صناعة الكهرباء و إلى حد ما أكملت المبادئ التوجيهية والقواعد واللوائح الاستثمارية في البلاد) كناوه، برند، سنندج، بهبهان، قشم، كوهك وآقكند ومزرعة “كهك” للرياح وكذلك التوليد المتزامن للمياه والكهرباء في جزيرة “قشم” وهي محطات توليد الطاقة التي تم ربطها بنجاح بالشبكة الوطنية للكهرباء في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
إن اختيار المبنى المناسب، والتصميم والهندسة الدقيقة، والخبرة في تنفيذ المشروع وإدارته، والمراجعة المتخصصة للأمور المالية والنموذج الاقتصادي، وطرق التمويل، وتقييم المخاطر وإدارتها، ومراجعة محفظة المشاريع ستساعد بشكل كبير في تقدم الاستثمار في مجموعة “مپنا”.
ويعتمد عائد رأس المال على كيفية تشغيل محطة توليد الكهرباء ومزارع الرياح والطاقة الشمسية وأجهزة تحلية المياه، وبعبارة أخرى، عملية الإنتاج، وبالإضافة إلى تكلفة توفير رأس المال.
كلما زادت موثوقية الأداء والاستعداد للإنتاج، تصبح فترة عائد الاستثمار أكثر عقلانية، ويتم اتخاذ القرار بشكل أسرع.
تمرّ “مپنا” بخطوات تفصيلية لتنفيذ مراحل الأساس والتطوير الهندسي والبناء والتشغيل باعتبارها المراحل الأربعة المحددة للمشاريع الاستثمارية، وبعناية في هذه العملية، مع الاهتمام الخاص بكفاءة محطة توليد الكهرباء والتحديات البيئية، فإنها تزيد القدرات والخبرة المثلى لرأس المال، فهي تمثل استثمارًا نشطًا، وتجربة لها تأثير كبير في أن تصبح مؤسسة شاملة ذات قدرة عالية على الاستثمار في القطاعات الأخرى من العمل.
إن المستوى المختلف للمخاطر والضعف في الأعمال التجارية التقليدية والجديدة والارتباط العالي بين الفوائد والمخاطر الكامنة في كل عمل يُلزم مجموعة “مپنا” بالنظر في أبعاد خاصة في محفظتها الاستثمارية مع إيلاء اهتمام خاص للشركات الجديدة.