نائب مدير شركة "مپنا" للصحة والتنمية الصحية:

تقديم 2 مليون خدمة الأشعة المقطعية خلال فترة کورونا في إیران بتعريفة حكومية

تتمثل رؤية "تبسم" في تغطية 500 مستشفى في جميع أنحاء إیران

المقدمة

إن تصميم وإنتاج المعدات الطبية هو نقطة الاتصال  بين الصناعة والعلاج، وهما منصتان مختلفتان تماماً، ولكل منهما تعقيداتها الخاصة. وتم تأسيس شركة “مپنا” للتنمية الصحية في إیران التي تسمى باختصار “تبسم”، في عام 2014 وفقًا للخلفية والقدرات الغنية التي تحظى بها مجموعة “مپنا”، لكن مسار هذه الشركة لم يكن دائماً سلساً كما هو اليوم.

وفي حديث مع “مهدي أحمدي” نائب مدير شركة تبسم، قال إن الرؤية المستقبلية لمجموعة “مپنا” تتمثل في تصنيع وإنتاج المعدات الطبية بالإضافة إلى مواصلة أنشطة التصنيع، والتجهيز، والإدارة، والتشغيل في مجال المستشفيات وخاصة مراكز التصوير مع انخفاض التكلفة الإجمالية وجودة الخدمات المقدمة للمرضى.

على أي أساس تم إعداد سياسات واستراتيجيات “مپنا” في المجال الصحي، وأين كانت نقطة دخول شركة تبسم (مپنا للتنمية الصحية) في هذا المجال؟
إن قضیة تأسيس هذه الشركة، أي الجمع بین الصناعة والمعالجة، حدثت لأول مرة في الجمهوریة الاسلامية الايرانية، لكن هذا الأمر كان قد حدث من قبل شركات أوروبية وأمريكية ويابانية وكورية وغيرها.
على سبيل المثال، إن شرکتي “سيمنز” و”جي.إي.” كان لديهما منتجات صناعية أخرى، ولكنهما دخلتا هذا المجال فيما بعد وحققتا نجاحاً كبيراً.
وبدأ التواصل والتعاون لمجموعة “مپنا” مع وزارة الصحة الایرانیة بعد الزيارة التي قام بها وزير الصحة الايراني آنذاك لمجموعة “مپنا” في عام 2013 واطلاعه على المرافق والإمكانات التي تحظى بها “مپنا” كعملاق صناعي في منطقة الشرق الأوسط، حيث خلص الوزير إلى أن هذه الشركة التي تتمتع بهذه الإمكانيات بامكانها أن تدخل في مجال إنتاج المعدات الطبية.

كما تعلمون أن الدخول في مجال إنتاج المعدات الطبية له متطلباته ومعاييره الخاصة، ولا يمكن لشركة أن تدخله لمجرد أنها صناعية.
في مجال تصنيع السيارات أو المولدات، ربما يكون الدخول أسهل، لكن في المجال الذي يتعامل مباشرة مع حياة الناس وصحتهم، الأمر يكون خارج أيدي الحرفيين.
فلذلك، يجب أن يتم إطلاق خطّ الإنتاج هذا بطريقة تمكنّه من الحصول على شهاداته الخاصة.
كانت لدينا مهمة خاصة، وتم تنفيذ العمل الأولي بشكل صحيح، ولكن من الذي يجب أن يساعدنا في هذا الاتجاه مهم جداً.
على الرغم من التحديات التي واجهتنا، تم اتخاذ قرارات مهمة لتقدم الشركة وتطوير أنشطتها من خلال الإدارة والقيادة الصحيحة والذكية بحيث لم يتوقف المشروع والأنشطة فحسب، بل تم توفير البنية التحتية لنمو أنشطة شركة “تبسم” خلال الأعوام المقبلة.
حاليًا، إلى جانب تجاربنا وجهودنا القيمة، فإننا لحسن الحظ نحظى بدعم وزارة الصحة الايرانية.
وبما أن صناعة تصنيع معدات التصوير الطبي في العالم تشهد تطوراً سريعاً، يجب أن نكون قادرين على البقاء في دائرة الخدمة والإنتاج ومواكبة هذه التطورات.


ألا تعتقد أن التغيير في السياسات العامة للقطاع الصحي في إیران كان بسبب الضغط المزدوج الذي تعرض له نظام الرعاية الصحية في البلاد خلال انتشار فيروس كورونا حيث يتصور المسؤولون آنذلك أنه لايمكن الاعتماد على القدرة الإنتاجية للشركات المحلية؟
ـ يمكن القول إن انتشار فيروس كورونا كان فرصة لـ”مپنا” وتمكنّا من إجراء الأشعة المقطعية لحوالي 2 مليون شخص في البلاد بالتعريفة الحكومية خلال فترة انتشار الفیروس، وكانت أجهزتنا نشطة على مدار الساعة في 35 مستشفى.
لقد رأينا الوضع بطريقة أنه كما حدث أثناء حرب الدفاع المقدسة(الحرب التي فرضها نظام صدام على الجمهورية الاسلامية في ثمانينيات القرن الماضي)، كان علينا فقط العمل ليلًا ونهارًا دون أي مساعدة.
شهدت أجهزتنا أكبر قدر من النشاط خلال هذه الفترة وساعدنا وزارة الصحة الايرانية كثيراً.
طاقمنا في شركة “تبسم” كان في خدمة المرضى على مدار الساعة ولم ندخّر أي جهد في هذا المجال.

إن نشاط شركة “تبسم” خلال فترة تفشي فيروس كورونا وحتى خلال فترة تطعيم الزملاء والمواطنين كان خطوة جهادية وصادقة تتماشى مع المسؤولية الاجتماعية.


تم إنشاء بنية تحتية تسمى “التقرير عن بُعد” من قبل شركة تبسم يمكنها نقل البيانات الشعاعية في البلاد، هل يمكنك شرح القليل عن هذه المنصة وإمكانياتها؟
إن انشاء هذه المنصة(التقرير عن بُعد) یعدّ أحد إنجازات الشركة، وكما تعلمون فإن هذه المنصة موجودة في الدول المتقدمة منذ سنوات.
القصة هي أنه عندما لا نتمكن من الوصول إلى طبيب متخصص، يمكن لهذه المنصة تسليم البيانات إلى طبيب متخصص.
أدركنا أنه نظراً لقلة الأطباء المتخصصين في الجمهورية الاسلامية الايرانية، فعندما يواجه المريض مشكلة ما، يتم استخدام بيانات الأشعة دون استشارة الطبيب المختص.
تخيّل أن مريضاً ذهب إلى غرفة العمليات والآن يعاني من آلام في البطن، لكن لايوجد طبيب متخصص قريب أو حتى في المحافظة التي يعيش فيها. يمكن لطب الأشعة عن بُعد إرسال معلومات الجهاز إلى طبيب متخصص في أي مكان في إيران والحصول على تقرير الطبيب عن ألم المريض.
ومن باب مهمتنا الاجتماعية قمنا بتركيب الأجهزة في الأماكن التي لاتوجد بها أجهزة على الإطلاق، ولكن هذه الصورة يجب أن يفسرها طبيب متخصص، ولا يوجد طبيب متخصص في تلك المدينة. في الواقع، هذه المنصة عبارة عن ملحق برمجي لتثبيت الأجهزة في جميع أنحاء البلاد، وطبعاً يتم ذلك بأجهزة باكس.
ما فعلناه في التطبيب عن بُعد هو زيادة سرعة وجودة إرسال الصور في جميع أنحاء البلاد مع المزيد من عرض النطاق الترددي، وأصبح من الممكن إرسال الصور وتعلیق الأطباء في جميع أنحاء البلاد وفي المناطق التي نواجه فيها نقصاً في الأطباء.
كيف تقيّمون الآفاق المستقبلية للشركة؟
نأمل أن نغطي المزيد من المراكز في جميع أنحاء البلاد. وفي الحديث الذي أجريناه مع وزارة الصحة الايرانية، كان من المفترض أن نغطي 142 مستشفى، ونهجنا هو أن نكون قادرين على تجهيز المستشفيات بمنتجاتنا الخاصة.
وأود أيضًا أن أقول إنه عندما نتمكن من إنتاج المعدات الطبية، سيتم تخفيض السعر الإجمالي ونتيجة لذلك، سيحصل كل من وزارة الصحة والمرضى على الخدمات بسعر أقل وسيستفيدون.
رؤيتنا هي أن نكون الرائدين في مجال العلاج في الجمهوریة الاسلامية الايرانية والدول المجاورة.


هل ترى مثل هذه القدرة في شركة “تبسم” من حيث تقنية المعدات؟
تماماً. جهاز الأشعة المقطعية الذي تنتجه شركة “تبسم” حالياً هو جهاز يزيد عدد شرائحه عن 16 شريحة، وبينما يعتبر الجهاز الـ16 شريحة هي قاعدة دول العالم، فإننا نعمل على إنتاج الجهاز الـ32 شريحة.
كما تدرس الشركة إنتاج جهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي بدون هيليوم وهو أحدث التقنيات في أوروبا.
نحن لا نعيد إنشاء التقنية التي كانت موجودة في أوروبا قبل 5 سنوات، وهذا يعدّ الإنجاز المهم لمجموعة “مپنا”.
أثناء تفشي فيروس كورونا في البلاد، قمنا بإنتاج مولد الأكسجين الخاص بمستشفى الحاويات بالتعاون ومشاركة شركة الغلايات.
ولذلك، ورغم أن هذا الإجراء كان يهدف فقط إلى مساعدة المرضى في البلاد ولم تكن الفوائد المالية من أولويات هذه الشركة، بناء على طلب وزارة الصحة من مجموعة “مپنا” للمساعدة والإنتاج، واجهنا عقبات وقواعد إدارية صعبة لتوفير الأجهزة في المراكز الطبية ولم يتم تقديم الدعم المناسب من قبل المنظمات ذات الصلة.


هل تأخر إنتاج مولد الأكسجين أم تم تسليمه في الوقت المحدد؟
وكان هناك بعض التأخير، لأنه كان لا بد من استيراد بعض أجزائه من الخارج، والتحديات التي واجهتها الشركة بسبب عملية الحصول على التصاريح، والبيروقراطية الإدارية طويلة الأمد، وعدم وجود دعم في إمكانية توفير الجهاز للعملاء تسببت المراكز الطبية بسرعة أكبر في تأخير الخطط.
ورغم هذا التأخير فإن أهمية إنتاج مولدات الأوكسجين في ذروة أزمة فيروس كورونا والجهود المبذولة على مدار الساعة لن تتضاءل.

Scroll to Top