ودخلت خطة تعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي للغاز مرحلة التنفيذ من خلال التوقيع على العقود ذات الصلة من قبل المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية “حميد بورد”، والمدير التنفيذي لمجموعة “مپنا” الصناعية “محمد أولياء”، وكبار مديري الشركات الثلاث “بتروبارس،” و”مقرّ خاتم الأنبياء”، وشركة هندسة و إنشاءات الصناعات النفطية في إیران(أويك)، وذلك بحضور بحضور الرئيس الایراني وكبار مدراء صناعة النفط الايرانية وبهدف “تعويض انخفاض الضغط”، و”الحفاظ على الحد الأقصى لإنتاج الغاز”، و”تقليص اختلال التوازن في الغاز والبنزين”، و”منع هجرة الغاز إلى قطر من هذا الحقل المشترك”.
ومن المتوقع أن يؤدي تنفيذ هذه الخطة إلى توفير فرص عمل مباشرة لـ17 ألف شخص، وغير مباشرة لـ50 ألف شخص، بالإضافة إلى الحفاظ على أمن الطاقة في البلاد.
وبحسب الخطة، فإن حقل بارس الجنوبي قد تمّ تقسيمه إلى سبعة محاور لتعزيز الضغط، وسيتم بناء نحو 60 ألف طن من الهياكل في كل محور، وسيتم توفير 70 بالمئة من متطلباته من داخل البلاد.
ومن خلال التوقيع على هذا العقد، ستدخل صناعة النفط الإيرانية مرحلة جديدة من التشغيل المستدام لأكبر حقل للغاز في العالم، والذي سيلعب دوراً مهماً في توفير الغاز بشكل مستدام والتنمية الاقتصادية للبلاد.
تم التوقيع على عقد مشروع تعزيز الضغط في حقل “بارس الجنوبي” للغاز بين شركة النفط الوطنية الإيرانية كصاحبة العمل وشركة “مپنا” و”بتروبارس” و”مقرّ خاتم الأنبياء”، شركة هندسة و إنشاءات الصناعات النفطية في إیران (أويك).
الرئيس الایراني: تغلبنا على الشتاء القارس لهذا العام بجهود وزارة النفط ووزارة الطاقة الايرانية
أشار الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان” خلال الكلمة التي ألقاها في حفل التوقيع على عقود مشروع تعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي إلى جهود وزارة النفط الايرانية في توفير الوقود والطاقة خلال فصل الشتاء لهذا العام، قائلاً: “نعتذر لجميع المنتجين والصناعيين لعدم قدرتنا على دعمهم بشكل جيد في الشتاء لهذا العام، ولكن بفضل الجهود التي بذلت تم توصيل الغاز إلى منازل الناس”. كما شكر الرئيس بزشكيان الشعب الايراني على مشاركتهم في حملة “درجتين أقل” لخفض درجة حرارة المنازل بمقدار درجتين لتوفير الطاقة.
وأكد على ضرورة خفض استهلاك الطاقة في البلاد وقال: “خلال الأشهر القليلة من الحكومة الرابعة عشرة في ايران، شهدنا زيادة في إنتاج النفط الخام والديزل وغيرها، وبطبيعة الحال فإن المشاكل التي نواجهها حالياً في هذا المجال لم تظهر دفعة واحدة”.
وصرّح الرئيس الايراني أنه “يجب أن ننفذ المسارات والمشاريع والاتفاقيات بالشكل الصحيح”. بفضل جهود وزارات النفط والطاقة والداخلية تمكنّا من تجاوز الشتاء القارس لهذا العام. علينا أن نتبع نفس النهج في الصيف واستهلاك المياه ونقوم باطلاق حملة في هذه المجالات مشابهة لحملة “درجتين أقل” في فصل الشتاء.
وأكد الرئيس الایرانی أن هناك إجراءات جيدة قد تم إتخاذها في مجال إنتاج الطاقة، مبیناً أن جهوداً كبيرةً تبذل حالياً لجمع الغازات المشتعلة التي تهدر وتحرق في محافظة “خوزستان” جنوب غرب ايران منذ سنوات.
وقال مسعود بزشكيان: “تم جمع ومراقبة نحو 40 مليون متر مكعب من الغازات المشتعلة، ومع الخطط التي تم وضعها في هذا المجال سيتم السيطرة على 40 مليون متر مكعب أخرى بحلول مايو/ أيار 2025، كما أنه لن نشهد حرق هذه الغازات بحلول مارس 2026 م لأنها تشكل إهداراً للطاقة وتسبب تلوثاً واسع النطاق”.
وتابع بزشكيان: “نعمل حالياً على زيادة الكفاءة في استهلاك الديزل والغاز والنفط حتى نتمكن من بيع النفط والغاز في الأسواق العالمية”. قد تم التخطيط لإضافة أكثر من 30 إلى 40 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية إلى دورة توليد الكهرباء في البلاد. إن اتخاذ هذه الخطوات يحتاج إلى وقت، ويجب أن تتاح لنا الفرصة للقيام بها.
وزير النفط الايراني: تجربة المقاولين كـ”مپنا” في تطوير حقل بارس الجنوبي قيمة
واعتبر وزير النفط الإيراني “محسن باك نجاد”، حضور الرئيس بزشكيان في الحفل مهماً للغاية، لأنه سيشجع العاملين في صناعة النفط على العمل بجدية أكبر وبذل المزيد من الجهود، قائلاً: “اليوم، وبعد نحو سبعة أشهر من تشكيل الحكومة الرابعة عشرة في إيران، سنشهد خطوة مهمة نحو تطوير حقل بارس الجنوبي المشترك للغاز من خلال التوقيع على عقد لأحد أكبر المشاريع في تاريخ صناعة النفط في البلاد”.
وقال محسن باك نجاد إن العقود المتعلقة بهذا المشروع يتم التوقيع عليها مع أربع شركات مقاولات معروفة في البلاد، بما في ذلك شركة “مپنا”، و”بتروبارس”، و”شركة هندسة و إنشاءات الصناعات النفطية في إیران (أويك)”، و”مقرّ خاتم الأنبياء” كمقاولين عامين. وقال: “إنه تتمثل ميزة هذه الشركات في خبرتها القيمة في تطوير حقل “بارس الجنوبي” للغاز وتقوم هذه الشركات بإسناد العقود إلى مقاولين من القطاع الخاص، كما يتم استغلال قدرات القطاع الخاص بكفاءة.
وأضاف: “إن الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة في إیران، نظراً لمخاوفها في هذا الصدد، أعدت جميع العقود الخاصة بهذا المشروع، بما في ذلك الملحق لعقد المرحلة 11 من عقود النفط الإيرانية الجديدة(iran petroleum contracts)، وستة عقود ثابتة السعر من عقود النفط الإيرانية الجديدة(iran petroleum contracts)، للمحاور من 2 إلى 7، والتي يتم التوقيع عليها اليوم”.
وأشار باك نجاد إلى أن وزن الهياكل البحرية لهذا المشروع يقدر بنحو 420 ألف طن، بينما بلغ إجمالي عدد الهياكل المثبتة في القسم البحري من حقل بارس الجنوبي خلال الأعوام العشرين الماضية نحو 200 ألف طن، قائلاً: إن 600 كيلومتر من خط الأنابيب تحت الماء وتصنيع أكثر من نصف الـ56 ضاغطاً توربينياً سيتم تنفيذها من قبل الشركات المصنعة المحلية، وفي الواقع فإن 70 بالمائة من عمليات تنفيذ هذا المشروع سيتم تنفيذها من قبل الشركات والموردين المحليين.
وأشار وزير النفط الايراني إلى أن هذه الخطة، بالإضافة إلى خلق الرخاء للصناعات المرتبطة بالنفط، ستخلق نحو 17 ألف فرصة عمل مباشرة و50 ألف فرصة عمل غير مباشرة، مؤكداً: “أطلب من رئيس إيران الإسراع في تنفيذ العقود واستكمال التمويل عبر صندوق التنمية الوطني والموافقة من قبل المجلس الاقتصادي، حتى يمكن البدء في تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية في أقرب وقت ممكن”.
22 مليار دولار استثمارات في مشاريع صيانة القدرة التوليدية في الدولة
وقال باك نجاد: “وفقا للأهداف الكمية المحددة في خطة التنمیة السابعة في إيران، من المتوقع أن يصل إنتاج الغاز الخام في البلاد في نهاية هذه الخطة إلى 1.34 مليار متر مكعب يومياً بحيث يعدّ تطوير حقول الغاز أحد متطلبات تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، في الوقت نفسه، يجب تنفيذ الخطط للحفاظ على القدرة الإنتاجية لمنع انخفاض الإنتاج”.
وصرّح وزير النفط الايراني: “بناء على تقديرات الخبراء فإن مجموعة خطط تطوير وصيانة الطاقة الإنتاجية تتطلب استثمار نحو 75 مليار دولار، منها نحو 53 مليار دولار تتعلق بتطوير حقول الغاز الجديدة، والباقي 22 مليار دولار تتعلق بخطط صيانة الطاقة الإنتاجية، بما في ذلك خطة تعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي”.
وبیّن باک نجاد: “لتحقيق إنتاج يومي يبلغ 1.34 مليار متر مكعب من الغاز خلال السنوات الأربع المقبلة، نحتاج إلى استثمار سنوي متوسط يبلغ 19 مليار دولار، وتأمين هذا المبلغ من الاستثمار يتطلب التخطيط الدقيق والاستخدام السليم لجميع قدرات القطاعات المالية والنقدية في البلاد”.
وقال: “في هذا الصدد وضعت وزارة النفط الايرانية خططاً لاستفادة من كافة القدرات في هذا المجال بالشكل الأمثل”. ومن بين هذه القدرات هي موارد صندوق التنمية الوطني والاستثمار في صناعات الطاقة مثل الكهرباء والبتروكيماويات وفقاً لقانون خطة التنمية السابعة.
وأشار وزير النفط إلى أن إيران وقطر استخرجتا من هذا الحقل بشكل مشترك خلال العقود الثلاثة الماضية، ومن الطبيعي أن يشهد الحقل انخفاضا في الضغط بعد فترة، وقال: “قطر تتجه نحو زيادة الضغط منذ عدة سنوات من خلال تقديم طلبات لتوفير المنصات والتوربينات المطلوبة وستوفر هذه الإمكانية (زيادة الضغط) خلال العامين المقبلين”.
وأضاف أن توفير هذه الإمكانية يعني أنه ليس فقط أن الضغط على قطاع ما يسمى بالقبة الشمالية في قطر سيزداد وسيرتفع معامل إنتاجه، بل إن بعض الغاز من القطاع الإيراني سيتدفق إلى قطر بسبب فرق الضغط، وهو ما يوضح أهمية تنفيذ خطة زيادة الضغط في إيران.
780 مليار دولار من الإيرادات
وأوضح وزير النفط الايراني أنه بناء على التقديرات إذا لم يتم تنفيذ خطة زيادة الضغط فإنه اعتباراً من عام 2028 فصاعدا سيتم تقليص نحو مرحلة واحدة من حقل بارس الجنوبي سنويا، وبعد عامين (2030) بمقدار مرحلة ونصف من حقل بارس الجنوبي أي نحو 42 مليون متر مكعب يومياً من إنتاج هذا الحقل، مضيفاً: “نحو 40 في المائة من إنتاج البنزين في البلاد هو نتيجة إنتاج حقل بارس الجنوبي، لأنه بالتزامن مع إنتاج الغاز، يتم أيضا إنتاج مكثفات الغاز، التي يتم تحويلها إلى بنزين كمواد خام، وخاصة في مصفاة “نجم الخليج الفارسي” التي تنتج الجزء الأكبر من بنزين البلاد”.
وأشار باك نجاد إلى أن عدم تنفيذ خطة تعزيز الضغط في حقل بارس الجنوبي سيؤدي إلى تفاقم اختلال توازن البنزين في البلاد، وقال: “إن تحقيق الأهداف الكمية لخطة التنمية السابعة في مجال إنتاج الغاز والبنزين يعتمد على تنفيذ هذه الخطة”.
وأوضح أن خطة التعزيز تشمل بشكل عام سبعة محاور أو مراكز تعزيز، كل مركز يتكون من أربع منصات، مضيفاً: “تتضمن هذه المنصات الأربع منصة لتوليد الطاقة، ومنصة سكنية، ومنصتين لاستقرار ضواغط الهواء التوربينية، بحيث تحتوي كل منصة على أربعة ضواغط هواء توربينية، ويحتاج إجمالي 56 ضاغط هواء توربيني بقوة عالية جداً في المراكز السبعة”. ويجب شراء غالبية هذه المعدات محلياً، وسيتم توفير بعضها بمساعدة الشركاء الأجانب ونقل التكنولوجيا.
وقدر وزير النفط الإيراني تكلفة تنفيذ كل محور بنحو 2.5 مليار دولار، وقال: “في المجمل، نحتاج إلى نحو 17 مليار دولار لتنفيذ خطة تعزيز الضغط، لكن المهم هو أن هذا الاستثمار سيضيف نحو 780 مليار دولار إلى دخلنا من هذا الحقل بحلول عام 2057، ويجب ألا نتردد لحظة في تنفيذ هذه الخطة”.
وفي الختام، أعرب وزير النفط الايراني “محسن باك نجاد” عن أمله في أن يتم بالتعاون مع الجهات التنفيذية في البلاد تحقيق أهداف هذه الخطة ضمن الإطار الزمني المحدد، بما يضمن الحفاظ على المصالح الوطنية في هذا المجال المشترك، ومعالجة اختلال التوازن في الطاقة، وتحقيق أهداف الخطة التنموية السابعة”.