صفحة خاصة

سكة حديدية صغيرة في قلب شركة السكك الحديدية بالجمهورية الإسلامية الايرانية

كيف أنشأت مجموعة "مپنا" سلسلة كاملة في النظام البيئي لصناعة السكك الحديدية في البلاد؟

كشف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للمیلاد والاقتصاد المتنامي في إيران عن حقيقة مهمة للجميع أن البنية التحتية للتنمية بما في ذلك النقل بالسكك الحديدية في إیران، لم تلبي احتياجات البلاد ويجب أن تنمو بسرعة تماشیاً مع القطاعات الأخرى للصناعة والاقتصاد.

ومن أجل تقدير الوضع، طلبت الحكومة الايرانية آنذاك من وزارة الطرق والنقل إجراء دراسة في هذا المجال حيث كشفت الدراسة أنه من المتوقع أن يصل عدد الرحلات داخل إیران إلى أكثر من 821 مليون رحلة سنوياً بحلول عام 2030 م كما أن حصة النقل بالسكك الحديدية منها ستصل إلى 31 مليون رحلة سنوياً على الأقل.

في ذلك الوقت، لم تكن إيران تمتلك مثل هذه الامكانیات ولم يكن بمقدورها مواجهة المستقبل بالوضع الحالي.

أظهرت دراسات مختلفة أن الحكومة الايرانية وحدها لاتملك ما يكفي من رأس المال والخبرة لإعادة انشاء وتطوير أسطول النقل بالسكك الحديدية، ولهذا الغرض، ينبغي أن تعمل الشركات الخاصة والقائمة على المعرفة المحلية إلى جانب الحكومة.

وبعد التحقيقات التي أجراها المجلس الاقتصادي الأعلى التابع للحكومة الايرانية، تبيّن أن معظم شركات تصنيع القاطرات المشهورة في العالم، مثل “ألستوم” و”سيمنز” هي في الواقع مصنعة لمحطات توليد الكهرباء، وأدت هذه القضية إلى أن تقوم مجموعة “مپنا” باعتبارها الشركة المصنعة الرئيسية لمحطة الطاقة في البلاد، بمهمة تصنیع القاطرات.

وأعلنت الحكومة الایرانية عن موافقتها على تصنيع 150 قاطرة ركاب بعنوان “إيران سفير” عام  2006 م وتمّ إبرام العقد النهائي في هذا المجال.

ومع توقيع هذا العقد، بدأت”مپنا” مفاوضات مع شركة ألستوم، التي لها تاريخ من التعاون مع إيران، وشركة “سيمنز” باعتبارها واحدة من شركائها السابقين في مجال محطات الطاقة.

ونتيجة لهذه المفاوضات، بدأ مشروع تصنیع قاطرات “إيران سفير” بتوريد وتصنیع 150 قاطرة تعمل بالديزل والكهرباء بطريقة نقل المعرفة التقنية من شركة “سيمنز” وبالتزامن مع بدء أنشطة شركة “مپنا” لهندسة وتصنيع القاطرات .

وفقًا للخطة الأولية، كان من المقرر أن تكمل الشركة بنجاح التصنيع الضخم للقاطرات باستخدام سلسلة توريد تتكون من الشركات المصنعة المحلية والدولية ذات السمعة الطيبة، كما أن التوطين كان أحد المهام الرئيسية للشركة في مشروع التقنيات المتقدمة في مجالات اللحام والتصنيع والطلاء والقياس الدقيق واختبار الأحمال.

وأخيراً، كان هدف شركة “مپنا” لهندسة وتصنيع القاطرات هو تحقيق حصة 40% من توطين عمليات التصنيع في أول مشروع إنتاجي، وقد ارتفعت النسبة إلى أكثر من 50%. بفضل التعاون الفريد من نوعه بين الشركات الزميلة لمجموعة “مپنا” والمصنعين المحليين الآخرين والامكانيات الموجودة داخل البلاد.

وبهذه الطريقة اكتسبت مجموعة “مپنا” الخبرة اللازمة في مجال تصنيع القاطرات وأصبحت مستقلة في هذا المجال الصناعي.

تم إنشاء قطاع النقل بالسكك الحديدية في “مپنا” بطريقة تمكنها من تطوير دورة كاملة من النظام البيئي للنقل بالسكك الحديدية في مجال الإصلاح والصيانة في شكل شركة صيانة وتطوير السكك الحديدية في “مپنا” بالتزامن مع تصنیع وإنتاج القضبان والقاطرات.

أما حالياً وبحسب القدرات المتوفرة داخل البلاد، يتم إصلاح العديد من الأجزاء المعيبة في الداخل من قبل شركة “مپنا” لتطوير وإصلاح السكك الحديدية وأيضاً من قبل شركات المقاولات المحلية.

كما أنه من خلال تعزيز القدرات الفنية والبحثية في مجال إصلاح اللوحات الإلكترونية، يتم إصلاح أكثر من 80٪ من الأجزاء التي تحتاج إلى الإصلاح، والتي أعلنت أحياناً الشركات الموردة الأجنبية أنها غير قابلة للإصلاح ، ويتم تضمينه في دورة إعادة التشغيل.

بعد 10 سنوات، وفي عام 2016 م، وعندما كانت شركة السكك الحديدية في الجمهورية الإسلامية الايرانية تسعى إلى زيادة قدرة نقل البضائع في البلاد من خلال إعادة بناء وإحياء 50 قاطرة شحن من شركة “ألستوم” التي کانت قد توقفت بسبب نقص الصيانة وعدم الاصلاح كما أن قلة الموارد المالية الللازمة لاعادة بناء هذه القاطرات وتسخينها جعلت شرکة السكك الحديدية في إیران بالبحث عن شركة تمتلك رأس المال والخبرة اللازمة لترميم القاطرات.

ووفقا للتاريخ والخبرة التي تحظى بهما مجموعة “مپنا” في هذا المجال، أعلنت عن استعدادها للقيام باعادة البناء وتدفئة هذه القاطرات بعد المشاركة في المناقصة.

ومع تنفيذ هذا المشروع، تمت اعادة بناء جميع قاطرات “ألستوم” الخمسين وأصبحت جاهزة للتشغيل في غضون 5 سنوات. وبموجب هذه الاتفاقية، وبعد 5 سنوات من تقديم الخدمات، انتقلت ملكية القاطرات إلى شركة “مپنا”.

التطوير والتطور الذكي في شكل 5 شركات للسكك الحديدية

تقدمت عملية تطوير قطاع السكك الحديدية في “مپنا” بحيث تم إنشاء 5 شركات في قطاع السكك الحديدية:

كما ذكرنا، قامت شركة “مپنا” للهندسة وتصنیع القاطرات (MLC) بتصميم وتصنیع جميع أنواع قاطرات الركاب والبضائع والقاطرات الصناعية، كما قامت “مپنا” لإنشاء وتطوير السكك الحديدية (MRC) بتنفيذ المشاريع الهندسية وتورید وانشاء المترو في قطاع البنية التحتية وتجهيز المحطات.

في بداية فعاليات مصانع “مپنا” للقاطرات، دخلت أولى القاطرات إلى البلاد في شكل عقد للوحدات الجاهزة (completely built unit أو CBU).

في المرحلة التالية، تم تنفيذ عملية انشاء الجسم والشاسيه والعربات والغرف والحدادة في إيران تحت إشراف مهندسين أجانب ومع تقدم التدريب المقدم للمتخصصين الإيرانيين.

وبهذه الطريقة اكتسبت مجموعة “مپنا” الخبرة اللازمة في مجال تصنيع القاطرات وأصبحت مستقلة في هذا المجال الصناعي، حيث بدأت “مپنا” حالياً في بناء قاطرة الشحن MAP24 وتصنیع قاطرة ثقيلة ذات ستة محاور MAP28 حيث تم تقديم نموذجها الأولي في عام 2022م.

تم وضع الأساس لشركة تطوير أسطول السكك الحديدية (MFD) بطريقة تمكنها، بالتعاون مع السكك الحديدية، من الاستحواذ على القاطرات التي عفا عليها الزمن والحصول على ملكية هذه القاطرات أثناء إصلاحها وإعادة بنائها في عملية تستغرق 15 عاماً.

وكانت الرؤية الكبرى لهذه الشركة هي إعادة تصميم وإصلاح وإعادة القاطرات التي عفا عليها الزمن إلى دورة الاستهلاك على شكل ملكية 70 إلى 30 لصالح “مپنا”.

الشركة الخامسة في قطاع السكك الحديدية هي شركة “مپنا” لتقنیات السکك الحديدية (MRT) حيث دخلت مجال تقنيات السكك الحديدية كما أن لهذا القطاع أهمية خاصة بالنسبة لاقتصاد السكك الحديدية في البلاد، ووفقاً لمديري  مجموعة “مپنا” كان حيوياً.

في كل عام، يتم خروج الكثير من العملات الأجنبية إلى خارج البلاد لشراء قطع غيار لا يمكن إنتاجها محليًا من حيث التقنية، لأن هذه الأجزاء تتمتع بتقنية معقدة، ويمكن خلق الظروف التي تسبب عدم الوصول إلى الأسواق العالمية لتوريد قطع الغيار تكون مخاطرة جسيمة في صناعة السكك الحديدية ونظامها لإنشاء السكك الحديدية في البلاد.

واجهت شركة “مپنا” لتقنيات السكك الحديدية (MRT)  تحديات تكنولوجية في تصنیع مكابح القاطرات وأبواب مترو الأنفاق وأنظمة تهوية العربات، والتي كانت من الاحتياجات الماسة لصناعة السكك الحديدية في البلاد، لكنها تمكنت من إزالة عبء مهم عن كاهل الصناعة ومنعت من خروج العملة الى خارج البلاد.

تغييرات أساسية في التطوير وبيئة الأعمال في قطاع السكك الحديدية

وبعد التغيير الذي حصل في سياسات قطاع السكك الحديدية في “مپنا” خلال عام 2018 م، تمت إضافة ثلاث شركات جديدة إلى الشركات الخمس السابقة، وكان التطوير على جدول الأعمال بنهج ذكي وبرؤية تجارية هذه المرة.
أدى استكمال سلسلة السكك الحديدية من 5 شركات إلى 8 شركات إلى زيادة القدرة على الربحية ومبيعات الخدمات لشركة قامت بتمكين نفسها في الأبعاد الفنية والتكنولوجية من قبل.

إضافة ثلاث شركات جديدة واستكمال سلسلة السكك الحديدية لـ"مپنا"

تأسست شركة “بارس” للعربات عام 1974 م وتم تشغیلها عام 1984 م. قامت شركة “بارس” للعربات التي تسمى حالياً شركة “مپنا” للعربات بانتاج وتسليم حوالي 12 ألف عربة منذ بداية نشاطها.

إن تسليم  شركة “بارس” للعربات الى مجموعة “مپنا” یعني توفير مجموعة أكثر اكتمالاً من منتجات السكك الحديدية.

وتعدّ شركة “إحياء صناعة المعدات” الهندسية حالياً المركز الرئيسي لإصلاح وإعادة بناء أسطول الشحن بالإضافة إلى قاطرات “جنرال موتورز(GM) وجنرال إليكتريك(GE) الخفيفة والثقيلة لشركة السكك الحديدية الإيرانية، وذلك باستخدام القوة الهندسية والمعدات الخاصة بشركة “بارس” للعربات باعتبارها المساهمة الرئيسية وقد أبرمت عقدًا سنويًا مع أكثر من 30 شركة شحن تابعة للقطاع الخاص لشركة السكك الحديدية الإيرانية فيما يتعلق بإصلاح وإعادة بناء عربات الشحن، ويتم تنفيذ جميع هذه العقود كمشروع في معامل هذه الشركة. كما دخلت هذه الشركة السنوات الأخيرة في مشاريع أخرى كإصلاح القاطرات.

وأخيرًا، واستكمالًا لسلسلة توريد خدمات السكك الحديدية، تم إنشاء وتفعيل الشركة الثامنة في مجال التشغيل والخدمات اللوجستية في أعمال النقل المشترك ومتعدد الوسائط تحت عنوان “شركة “مپنا” للنقل المتعدد الوسائط” (MMT)..

هذه الشركة هي الحلقة الأخيرة في سلسلة النظام البيئي لخدمات السكك الحديدية التي أكملت الدورة الثامنة لـ”مپنا” في صناعة السكك الحديدية.

استهدف قطاع السكك الحديدية التابعة لـ”مپنا” من خلال تأسيس هذه الشركة نظرة مربحة على الخدمات اللوجستية وتنظيم السوق لشركة “مپنا”.

إن تغيير الرؤية من B2B إلى B2C والتواصل المباشر مع المستهلك النهائي و تحقيق التوازن المستمر بين العرض والطلب في هذه السلسلة يعد بمستقبل مشرق وقوي في حصة سوق النقل.

Scroll to Top